نتحدث اليوم عن مباراة تاريخية للنادي المصري , حديثنا عن تلك المباراة ليس لأنها كانت السبب في حصد بطولة ما ، وانما لأنها كانت بمثابة عودة الروح للجسد.
ففي مثل هذا اليوم من 43 عاماً وبالتحديد في 27 سبتمبر 1974 ، الموافق 13 رمضان 1394 هجرياً ، عاد المصري لأحضان ملعبه ببورسعيد بعدما غاب عنه لما يزيد عن سبع سنوات عجاف بسبب عدوان 1967 وما تبعه من تهجير لأهالي مدن القناة.
عاد المصري ليجد عشرات الألاف من أبناء بورسعيد يزأرون فرحاً وطرباً لعودة فريقهم الأثير الى ملعبه ليقابل فريق غزل المحلة – أقوى الفرق المصرية قاطبة آنذاك – ، مباراة أراد نجوم المصري العظام أبطال جيل التهجير أن يسعدوا جماهيرهم المتشوقة لمدينتهم ولفريقهم وكانت البداية مبشرة بهدف نجم المصري شيرين أبو النور في مطلع الشوط الثاني ، ليكشر أبناء المحلة عن أنيابهم ويحرزون هدفين متتاليين لنجميها عبد الرحيم خليل وعمرعبد الله ، ليشتعل الملعب وينجح المقاتل سمير التفاهني في احراز هدف التعادل للمصري وهو الهدف الذي أسعد جماهير المصري الغفيرة التي قنعت بالتعادل شأنها شأن كل من كان بالملعب الا العنيد سمير التفاهني الذي اقتنص كرة ضالة ونجح في احراز هدف قاتل لفريقه أشعل معه فرحة مدينة بأكملها فرحت بعودة فريقها الى ملعبه قبل أن تفرح بنقطتى الفوز بالمباراة.
تحية تقدير واعزاز لنجوم المصري خلال فترة التهجير ، ليس لنجوم فريق الكرة فحسب بل لمجلس ادارة المصري الذي تحمل ومعه الجهاز الفني للفريق عبء الشتات ولكل جماهير المصري التي صالت وجالت وراء فريقها في كافة ربوع مصر ، تحية عطرة لهذا الفريق الذي بذل نجومه الغالي والرخيص من أجل الحفاظ على راية فريقهم خفاقة وهو الأمر الذي نجحوا فيه بجدارة رغم المصاعب الشديدة التي واجهتهم ، عذراً لن نذكر أسماء حرصاً منا أن نغفل ذكر أحد هؤلاء الأبطال ، ولكن تحيتنا الى هذا الجيل بالكامل فهو يستحق لقب أحد أفضل الأجيال التي نالت شرف تمثيل المصري على مدار تاريخه.
