وُلد نجمنا محمد فهمي أبو العلا والذي يعرفه الجميع بلقب “ميمي” في الثالث والعشرين من يناير عام 1950 ، نشأ وترعرع بشارع الشرقية ببورسعيد ، حيث مارس لعب الكرة بشوارع وحواري بورسعيد ، حيث تلقفته العين الخبيرة لتقدمه إلى الكابتن سامي عياد نجم المصري الراحل ومدرب فريق الأشبال بالمصري عام 1960 ، وكان ذاك الفريق يضم إلى جوار “ميمي” أبو العلا كلًا من السيد النمر وصلاح سليم واللذين شقا طريقهما إلى صفوف الفريق الأول فيما بعد ، ويستمر نجمنا محمد أبو العلا في اللعب لصفوف ناشئي المصري حتى توقف النشاط الكروي عقب عدوان يونيو 1967.
وقبيل صدور قرار تهجير مواطني مدن القناة في عام 1969 ، انضم ميمي أبو العلا إلى صفوف الفريق الأول والذي بدأ تدريباته خلال تلك الفترة على الاستاد تحت قيادة الكابتن عادل الجزار.
وعقب تهجير مدن القناة ، هاجر نجمنا محمد أبو العلا إلى رأس البر حيث المقر المؤقت للنادي المصري آنذاك ، وكان أبو العلا يواجه صعوبة كبيرة للتوفيق بين تدريباته برأس البر ودراسته الجامعية بكلية التجارة بجامعة طنطا ، حيث توالت رحلاته اليومية بين رأس البر وطنطا ، ومع ذلك فقد كان حريصًا على المشاركة في تدريبات المصري ومبارياته الودية التي كانت يلتقي خلالها بعدد من أندية محافظتي دمياط والدقهلية وهي المباريات التي كان يحرص على مشاهدتها جماهير غفيرة من مواطني بورسعيد المهجرين في شتى مدن مصر من أقصاها إلى أدناها.
ومع استئناف الدوري العام موسم 1972/1971 ، يفرض ميمي أبو العلا نفسه أساسيًا على تشكيل الفريق ، فيدفع به الكابتن محمد عبد العزيز الولف في مركز الجناح الأيمن ليشغل هذا المركز بنجاح بفضل لياقته البدنية العالية ومهاراته الكبيرة التي جعلت الجماهير تلقبه بالفنان خاصة وأنه كان يشبه كثيرًا في الشكل عدد كبير من فناني مصر في فترة مطلع السبعينيات.
ويستمر تألق ميمي أبو العلا في مركز الجناح الأيمن حيث شكل جبهة قوية مع زميله السيد علي الذي كان يشغل مركز الظهير الأيمن ، واستمر أبو العلا في المشاركة كأساسيًا مع الفريق طوال ذاك الموسم الذي تم الغاءه بعد مباراة الأهلي والزمالك الشهيرة التي شهدت أحداث شغب عنيفة ما بين جمهور الناديين.
ويجئ الموسم التالي ليشهد مزيدًا من التألق لميمي أبو العلا حيث نجح في احراز هدفه الأول مع المصري في مباراة الزمالك التي أقيمت بطنطا في الثاني والعشرين من أكتوبر عام 1972 وانتهت بخسارة المصري بهدفين لهدف ، كما سجل أبو العلا هدفًا أخر في شباك الطيران في المباراة التي أقيمت في الثامن من أبريل عام 1973 وانتهت بفوز المصري بذاك الهدف الذي كان أحد أسباب ضمان المصري لبقاءه في ذاك الموسم العصيب الذي عانى فيها أبناء بورسعيد الأمرين بسبب ويلات التهجير.
ويتوالى عطاء ميمي أبو العلا مع المصري خلال موسم 1975/1974 ، ولكن هذه المرة في مركز جديد عليه ، حيث وظفه محمد لهيطة مدير الكرة بالنادي المصري آنذاك في مركز الظهير الأيمن خاصةً بعد إعلان الكابتن السيد علي لاعتزاله عقب العودة من التهجير ، ليشغل محمد أبو العلا هذا المركز ببراعة وينجح مع زملاءه في انهاء الموسم في المركز السادس وذلك بفضل عودة الفريق للعب على ملعبه ووسط جماهيره المتعطشة لمؤازرة فريقها بعد نحو سبع سنوات من الحرمان نتيجة لظروف التهجير المريرة.
ويستمر ميمي أبو العلا في عطاءه مع المصري حتى يقرر الاعتزال موسم 1980/1979 ، ويتفرغ لعمله بمديرية التربية والتعليم ، حتى وصل إلى منصب مدير عام الشئون المالية والإدارية بمديرية التربية والتعليم ببورسعيد.
مشوار كبير من العطاء لنجمنا الكابتن “ميمي” أبو العلا – أطال الله في عمره – أردنا من خلاله أن نوجه له التحية ولكافة أبطال جيل التهجير الذين بذلوا جهودًا مضنية للحفاظ على اسم المصري وسط الكبار فكان لهم ما أرادوا.