كنا قد وصلنا في قراءتنا بدفتر ذكريات النادي المصري إلى صيف العام 2010 ، والذي فتح خلاله كامل أبو علي رئيس مجلس ادارة المصري آنذاك خزائنه لعقد صفقات قوية حتى لا يتكرر ما حدث في الموسم المنقضي والذي ضمن فيه المصري بقاءه بالدوري في الأمتار الأخيرة.
كانت البداية بمشاورات التعاقد مع أحد الأجهزة الفنية لقيادة المصري ، الترشيحات الخارجية انصبت في مصلحة بادو الزاكي المدير الفني الأسبق للمنتخب المغربي ، فيما رشح البعض الألماني وينفريد شايفر ، إلا أن أبو علي استقر في النهاية على مختار مختار المدير الفني السابق لبتروجيت لقيادة المصري ، وضم الجهاز المعاون له طارق الصاوي وهاني العقبي وسعيد عبد العظيم وحسن نصر للحراس ، و العقيد ياسرسالم مديرًا اداريًا ،فيما تم تعيين ايهاب جلال مديرًا للكرة ولكنه اعتذر عن عدم الاستمرار في منصبه بعد فترة وجيزة.
وأبرم المصري العديد من الصفقات النارية التي جاءت استمرارًا لصفقات فترة الانتقالات الشتوية بالموسم المنقضي ، حيث تعاقد المصري مع أحمد الميرغني وأحمد مجدي من الزمالك ، محمود عبد الحكيم من بتروجيت ، تامر عبد الوهاب وأحمد زهران من المقاولون العرب ، عبد العزيز حسن من المنصورة ، أحمد عاصم من حرس الحدود ، سامح العيداروسي وأحمد عبد الله من طلائع الجيش ،الغاني دانيال يبواه من تشيلسي الغاني ، البوركينابي عبد الله سيسيه من السيلية القطري ، أحمد داودا وحسام حسن واللذين خاضا تجربة احترافية قصيرة في ألبانيا ، ياسين كامل من كهرباء الاسماعيلية.
في حين فقد المصري عدد من نجومه يتقدمهم محمد عاشور الأدهم ووجيه عبد العظيم المنتقلين إلى الزمالك.
انتظم المصري خلال فترة الإعداد في عدد من المعسكرات سواء بالاسكندرية أو القاهرة ، حيث خاض الفريق خلالها عدد كبير من المباريات الودية لاكساب اللاعبين المزيد من التجانس.
خلال تلك الفترة ، نجح مجلس ادارة النادي المصري في الخروج من دائرة احتكار وكالة الأهرام للاعلان ، حيث نجح المجلس في تسويق القميص الخاص به بعدة ملايين من الجنيهات ، وأعلن الفريق عن التصميم الخاص بالفريق خلال الموسم الجديد في حفل كبير بأحد فنادق القاهرة بحضور عدد كبير من الإعلاميين والقنوات الفضائية ، كما أبرم المجلس عقدًا مع إحدى الوكلات الإعلانية للحصول على حق تسويق الإعلانات داخل ستاد المصري ليدر عدة ملايين آخرى على خزينة النادي.
بدأ الفريق الموسم بملاقاة طلائع الجيش ببورسعيد بحضور جماهيري كبير ونجح المصري في الفوز بالمباراة بهدفين مقابل هدف واحد ، وهي النتيجة ذاتها التي خسر بها المصري مباراته بالجولة الثانية أمام مضيفه الجونة وهي المباراة التي شهدت احتجاجات عديدة من مسئولي المصري على محمد عباس حكم المباراة الذي قام بطرد المالي الياسو لاعب المصري مبكرًا ، بالإضافة لعدم احتسابه لهدف صحيح للمصري.
الظلم التحكيمي الذي تعرض له المصري دفعه للمطالبة باسناد مباراته التالية أمام الأهلي بالقاهرة إلى حكم أجنبي وهو ما حدث بالفعل ، حيث أدار البلجيكي دبلكير مباراة الفريقين التي انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق ،وجاء هدف التعادل للأهلي من تسلل واضح للغاية!!!!.
الأداء الطيب للمصري بالجولة الثالثة أمام الأهلي أعطى مزيدًا من التفاؤل لجماهير المصري قبيل انطلاق مباراة الجولة الرابعة أمام ضيفه الاتحاد وهي المباراة التي انتهت بالتعادل الايجابي بهدفين لكل فريق.
ويتوقف الدوري لفترة قبل خوض المصري لمباراته بالجولة الخامسة أمام الوافد الجديد على الدوري فريق وادي دجلة وهي المباراة التي انتهت بفوز المصري برباعية نظيفة ، وتألق خلال المباراة الصاعد أحمد داودا الذي كان حديث الجميع بتألقه في مباراة الجولة التالية والتي فاز خلالها المصري على ضيفه الانتاج الحربي بهدف للاشئ بعد أداء ولا أروع من لاعبي المصري وفي مقدمتهم أحمد داودا.
وتأتي مباراة حرس الحدود بالجولة السابعة وهي المباراة التي خسرها المصري خارج ملعبه بهدف للاشئ ، ولم تتوقف خسارة المصري على النقاط الثلاث فقط وانما امتدت لتشمل خسارته لمجهودات لاعبه أحمد داودا الذي أصيب بكسر في القدم نتيجة لتدخل عنيف من أحمد لاعبي حرس الحدود الذي لم ينل انذارًا حتى لمجرد التهور!!!.
ويتعادل المصري سلبيًا في مباراتين متتاليتين أمام بتروجيت ببورسعيد وانبي بالقاهرة ، قبل أن ينجح المصري في الفوز على ضيفه الاسماعيلي بهدفين للاشئ ، ثم يقدم المصري واحدة من أفضل مبارياته أمام الزمالك بالقاهرة قبل أن يخسر بهدف في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدلًا من الضائع للشوط الثاني.
في تلك الأثناء، قام الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء يرافقه عدد من الوزراء واللواء مصطفى عبد اللطيف محافظ بورسعيد ومجلس ادارة المصري الذي كان يضم انذاك إلى جوار كامل أبو علي كل من أيمن جبر وعاطف مبروك وعصام الزهيري وعادل داود وابراهيم الزيني ومحمد هاني أبو ريدة بوضع حجر الأساس لاستاد المصري الجديد الذي كان من المقرر اقامته جنوب بورسعيد ، إلا أن الظروف التي مرت بها مصر اعتبارًأ من ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011 حال دون اتخاذ أية خطوات لاتمام بناء هذا الاستاد.
وتجئ مباراة الجولة الثانية عشر التي جمعت بين المصري وضيفه فريق سموحة الوافد الجديد على الدوري الممتاز ، وهي المباراة التي شهدت حضور عدد من مرشحي مجلس الشعب في الانتخابات التي أجريت خلال تلك الفترة يتقدمهم المهندس هاني أبو ريدة عضو المكتب التنفيذي للفيفا والسيدة فايزة أبو النجا وزيرة الدولة للتعاون الدولي ، وتنتهي المباراة بخسارة مفاجئة للمصري أمام سموحة بثلاثة أهداف مقابل هدف ، لتسود حالة من الحزن بين جماهير المصري التي كانت تُمني نفسها بالفوز على سموحة الذي لم يحقق قبل تلك المباراة أي فوز بالدوري.
حالة الغضب الجماهيري دفعت بمختار مختار للرحيل وبرفقته هاني العقبي وسعيد عبد العظيم ، لتبدأ مشاورات اختيار مدير فني جديد ويتم في النهاية الاستقرار على تعيين علاء ميهوب مدرب الأهلي السابق لقيادة المصري على أن يعاونه طارق الصاوي وهشام حنفي وحسن نصر مدربًا للحراس ، وكان الحديث مُنصبًا خلال تلك الفترة أن تواجد علاء ميهوب هو مقدمة لتواجد المدير الفني السابق للأهلي حسام البدري في منصب المدير الفني الجديد للمصري.
ويخوض المصري مباراته الأولى تحت قيادة علاء ميهوب ، وتنتهي المباراة التي جمعت المصري بمضيفه المقاولون العرب بالتعادل الايجابي بهدف لكل فريق.
ويتوقف الدوري لفترة لخوض دور الـ 32 من بطولة كأس مصر فيتلقى المصري خسارة مفاجئة أمام مضيفه بترول أسيوط – أحد أندية القسم الثاني – بهدف للاشئ لتتفجر الأزمات مرة أخرى داخل المصري ليرحل علاء ميهوب مبكرًا بعد مباراتين فقط قاد خلالهما المصري.
ويلجأ كامل أبو علي للحل السويسري فيتعاقد مع ألان جيجر المدير الفني السابق لشبيبة القبائل الجزائري ، وينجح جيجر في قيادة الفريق للفوز على ضيفه مصر المقاصة بهدف للاشئ.
ويستغل المصري فترة الانتقالات الشتوية، فيتعاقد مع ايهاب المصري مهاجم المقاولون العرب ومؤمن زكريا مهاجم الانتاج الحربي وكريم ذكري قلب دفاع المصري الأسبق ، ولم تشفع تلك الصفقات للمصري ، حيث خسرفي ختام الدور الأول امام مضيفه اتحاد الشرطة بهدفين للاشئ.
أنهى المصري الدور الأول برصيد 20 نقطة من الفوز بخمس مباريات والتعادل والخسارة في مثلهم محرزاً 16 هدفًا ، فيما تلقت شباكه 14 هدفًا.
وعقب نهاية الدور الأول مباشرة ، يتوقف الدوري العام لفترة بعد قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير وما تلاها من أحداث ليتوقف الدوري العام لما يقرب من ثلاثة أشهر يحل خلالهم السويسري ألان جيجر عن قيادة الفريق ، فيسند مجلس الإدارة مهام المدير الفني إلى طارق الصاوي مدرب عام الفريق.
بدأ المصري الدور الثاني بالتعادل خارج ملعبه مع طلائع الجيش بهدف لكل فريق ، وهي النتيجة ذاتها التي انتهت بها مباراة الجولة التالية التي جمعت المصري بضيفه الجونة.
وتسود بورسعيد حالة من الحزن لوفاة نجمه التاريخي الكاستن مسعد نور والذي وافته المنية عن عمر يناهز ستين عامًا في الثالث والعشرين من أبريل عام 2011 ، لتخرج بورسعيد عن بكرة أبيها تودع نجمها المحبوب والذي تم الصلاة عليه داخل ستاد المصري بحضور عشرات الألاف من جماهير بورسعيد التي بكت بشدة على وداع نجمها التاريخي.
وتشهد مباراة الجولة التالية بين المصري وضيفه الأهلي حالة من الحزن الشديد نتيجة وفاة الكاستن مسعد نور ، وتأتي المباراة ساخنة رغم برودة الجو والأمطار الشديدة لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي بدون أهداف ، ثم يشد المصري الرحال الى الاسكندرية لملاقاة زعيم الثغر الاتحاد السكندري ويتلقى المصري خسارة مفاجئة بثلاثة أهداف مقابل هدف.
خسارة المصري أمام الاتحاد دفعت كامل أبو علي للتعاقد مع المخضرم طه بصري لقيادة المصري بمعاونة يحيى اسماعيل وخالد متولي مع استمرار حسن نصر في منصبه كمدرب للحراس.
بداية طه بصري مع المصري كانت مبشرة ، فقد نجح الفريق في الفوز على مضيفه وادي دجلة بهدفين للاشئ ، قبل أن يتعادل الفريق مع مضيفه الانتاج الحربي سلبيًا ، وينجح الفريق في تحقيق الفوز بهدف للاشئ على ضيفه فريق حرس الحدود ، ليحقق المصري الفوز الأول له على منافسه العسكري منذ العام 2004 ، ويفتح الفوز شهية لاعبي المصري الذين نجحوا في الفوز خارج ملعبهم على بتروجيت بهدف للاشئ ، وهي نفس النتيجة التي فاز بها النسور الخضر على الفريق البترولي الاخر انبي وهو الفوز الأول على انبي أيضًا منذ العام 2003.
ويتعادل المصري خارج ملعبه سلبيًا أمام شقيقه الاسماعيلي، بعد مباراة تاريخية قدمها حارس المصري الناشئ آنذاك أحمد الشناوي الذي حافظ على نظافة شباكة للمباراة الخامسة على التوالي ، ويستطيع الشناوي الحفاظ على عذرية شباكه في المباراة التالية التي جمعت المصري بضيفه الزمالك والتي انتهت بفوز المصري بهدفين للاشئ.
وفي الوقت الذي باتت فيه جماهير المصري تحلم فيه بالاستمرار في تحقيق الانتصارات للدخول في المربع الذهبي والترشح للمشاركة في بطولة الكونفيدرالية ، يتلقى المصري خسارة مفاجئة أمام مضيفه فريق سموحة بهدفين مقابل هدف ، قبل أن يتعادل الفريق سلبيًا أمام ضيفه المقاولون العرب ، فيما كان التعادل الايجابي بهدف لكل فريق هو نتيجة مباراة المصري أمام مضيفه مصر المقاصة ، ويختتم الفريق الدوري بالتعادل السلبي أمام ضيفه الشرطة في المباراة التي شهدت اضاعة المصري لركلة جزاء.
ويختتم المصري الموسم بتحقيقه للمركز السابع برصيد 43 نقطة من الفوز بعشر مباريات ، والتعادل في ثلاثة عشر مباراة ، والهزيمة في سبع مباريات محرزًا 28 هدفًا ، ومحققًا لقب أقوى دفاع بالدوري بعدما تلقت شباكه 22 هدفًا فقط.
وتصدر البوركينابي عبد الله سيسيه قائمة هدافي المصري برصيد سبعة أهداف ، يليه المالي الياسو برصيد خمسة أهداف ، ثم يأتي عبد السلام نجاح ، محمود عبد الحكيم ، ايهاب المصري برصيد ثلاثة أهداف لكل منهم ، يليهم أحمد شديد قناوي برصيد هدفين ،ثم يأتي أحمد فوزي ، محمد خليفة ، أحمد شرويدة ، كريم ذكري ، سامح العيداروسي برصيد هدف واحد لكل منهم.
ويسدل الستار على موسم كان الجميع يأمل خلاله في تحقيق نتائج أقوى للمصري الذي بدأ الاستعداد لموسم جديد سيكون محور حديثنا في الفصل المقبل بمشيئة الله تعالى.