وُلد نجمنا الراحل فاروق الدسوقي في الرابع من أغسطس عام 1944 بمنطقة فيلات هيئة قناة السويس الواقعة بحي الافرنج “الشرق حاليًا” ببورسعيد ، التحق بمدرسة العصفوري الخاصة ، ليتم اكتشاف موهبته الطاغية في عالم ألعاب القوى ، فقد كان سريعًا للغاية رغم أنه كان في غالبية الأحيان يجري حافي القدمين ، لترشحه المدرسة للمشاركة في سباق 400 متر عدو ، ليحقق المفاجأة ويفوز بالمركز الأول محققًا 54.5 ثانية وهو رقم متميز للغاية للاعب يمارس اللعبة دون أية تدريبات.
تألق نجمنا فاروق الدسوقي بهذا الشكل ، كان السبب في قيام الراحل القدير محمد عبد القادر شيخ مدربي ألعاب القوى ببورسعيد بضمه إلى صفوف فريق بورفؤاد أحد أهم معاقل لعبة ألعاب القوى آنذاك ، وبعد مزيد من التدريبات التي تم من خلالها صقل موهبة اللاعب الطاغية والذي تخصص في سباقات 200 ، 400 متر ،شارك اللاعب في بطولة الجمهورية تحت 17 عامًا ونجح في الفوز بالبطولة محققًا رقمًا جديدًا ، وهو الأمر الذي تكرر في بطولة الجمهورية تحت 19 عامًا.
سيطرة اللاعب على تلك البطولات بسهولة ، وتحطيمه المتتالي للأرقام القياسية المحلية كان سببًا في ترشيحه للانضمام لمنتخب مصر الأول ليمثل مصر في العديد من البطولات القارية والأقليمية وكان نجمنا الراحل دائم التواجد على منصات التتويج رافعًا اسم مصر ، وخلال إحدى تلك السباقات كان يتنافس مع لاعبًا يونانيًا ، وعقب السباق أكد اللاعب اليوناني أنني ألم أكن أتنافس مع لاعبًا مثلي ، وانما كنت أتنافس مع فهدًا أبيض في اشارة إلى نجمنا فاروق الدسوقي والذي كان يتمتع بمظهر سينمائي دفع البعض إلى مطالبته بتقديم نفسه إلى مخرجي السينما المصرية لاكتشافه ، خاصًة وأن ملامحه الأوربية كانت تشبه إلى حد كبير ملامح نجم السينما المصرية في ذاك الوقت الفنان إيهاب نافع.
وخلال تلك الفترة لم ينس نجمنا فاروق الدسوقي شغفه القديم بممارسة كرة القدم ، لذلك لبى دعوة بعض أصدقائه للالتحاق بأشبال النادي المصري خلال مطلع الستينيات ، حيث انضم إلى فرق الأشبال التي كان يُشرف عليها عادل الجزار نجم المصري الراحل.
لفت نجمنا فاروق الدسوقي الأنظار اليه بسرعته الفائقة وقوته البدنية الهائلة واجادته التامة لألعاب الهواء مستغلًا قدراته التي صقلها بممارسة ألعاب القوى، كما كان أيضًا محط أنظار الجميع بحماسه البالغ وروحه القتالية الكبيرة ليتم تصعيده إلى الفريق الأول مع اليوغسلافي كوكيزا الذي وظفه في مركز الظهير الأيمن للتعامل مع أجنحة الفرق الأخرى التي كانت تتميز بالسرعة الفائقة وأبرزهم خلال تلك الفترة عز الدين يعقوب نجم الأوليمبي الذي كان بطل مصر في سباق مائة متر عدو ، ليتألق فاروق الدسوقي بشدة طوال الفترة من موسم 1965/1964 ، وحتى موسم 1967/1966 والذي توقف بعده النشاط الكروي نتيجة لعدوان 1967.
ومن المواقف التي يتذكرها الكثيرون لنجمنا الراحل فاروق الدسوقي ، ما حدث في مباراة المصري والترسانة بالجولة الأولى للموسم الكروي 1965/1964 ، عندما تم تكليفه بمراقبة محمود حسن جناح الترسانة الخطير في إحدى المباريات ببورسعيد فلم يمكنه من لعب الكرة بفضل سرعته الهائلة ، ليشتبك معه محمود حسن ، فما كان من فاروق الدسوقي إلا وأن لكمه لكمة قوية تسببت في اغماء محمود حسن ، ليشتبك لاعبي الفريقين ، ويصدر اتحاد الكرة قراراً بشطب فاروق الدسوقي ومعه الليوي مدافع المصري ، ويستمر ايقاف الثنائي لفترة حتى جاءت زيارة الرئيس الراحل عبد الناصر لبورسعيد خلال الاحتفال بعيد النصر عام 1964 ، وتطالب جماهير المصري بالعفو عن نجمي الفريق وهو ما تحقق بالفعل بعد تدخل رئاسة الجمهورية .
وعقب عدوان 1967 الذي قضى على جيل كامل من لاعبي المصري ، يتجه نجمنا فاروق الدسوقي إلي عالم ألعاب القوى حيث حصل علي العديد من الدورات التدريبية في الاتحاد السوفيتى السابق وفي ألمانيا الشرقية السابقة أيضاً ، ويعود ليقوم بتدريب نادى بورفؤاد برفقة مدربه القدير الكابتن محمد عبد القادر خلال الفترة من منتصف السبعينات وحتى عام 1988، وينجح هذا الثنائي العظيم في تقديم جيل هائل من لاعبي ألعاب القوى الدوليين الذي نالوا شرف تمثيل مصر في عدد كبير من البطولات الأوليمبية وكذلك بطولات كأس العالم والبطولات القارية والأقليمية، ويسافر الراحل فاروق الدسوقي لفترة للعمل بالتدريب بالمملكة العربية السعودية ليعود بعدها ليعاود التدريب حتى وافته المنيه اثر حادث غرق بشاطئ المغربي بضاحية الجميل في الخامس و العشرين من يوليو عام 2003 .
رحم الله نجمنا الراحل فاروق الدسوقي الذي كان موهبة متفردة في عالم كرة القدم وألعاب القوى ، عشقته جماهير المصري لحماسه البالغ وانتماءه الشديد لناديه فاستحق أن يُكتب اسمه في سجل الأساطير.