كنا قد وصلنا في قراءتنا بدفتر ذكريات النادي المصري إلى صيف العام 2009 الذي جاء ساخنًا للغاية.
كالعادة وعند مشاركة المصري في تنظيم أي بطولة لكأس العالم سواء للناشئين أو الشباب ، فالخطوة التالية المتوقعة هي سحب الاستاد من المصري واسناد ادارته إلى هيئة مستقلة وهو ما تم بالفعل خلال صيف عام 2009 ، وازداد الطين بلة بتأكد خوض المصري لعدد من مبارياته بالدوري خارج ملعبه نظرًا لعدم انتهاء اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم للشباب 2009 من تجهيز الاستاد.
لم تتوقف سخونة الأحداث عند هذا الأمر ، حيث بدأت قطاعات جماهيرية عديدة الدعوة لعقد جمعيةغير عادية هدفها سحب الثقة من مجلس إدارة النادي المصري ، وتم البدء بالفعل في جمع توقيعات أعضاء الجمعية العمومية للوصول إلى العدد المطلوب وهو 1500 عضو بنسبة 25 % من أعضاء الجمعية العمومية.
مجلس ادارة المصري فوجئ كذلك بوجود دعوى حجز على النادي من ورثة الراحل السيد متولي بسبب وجود مديونية على النادي لصالحه تقدر بأربعة ملايين جنيه ، ومجلس المصري اعترف بقيام الراحل السيد متولي بانفاق تلك الأموال وأكثر ، ولكنه أكد كذلك عدم وجود أية مستندات تؤكد تلك الأرقام أو غيرها.
ازداد الأمر سوءاً بالمفاجأة المدوية التي تلقاها الجميع داخل بورسعيد بانتقال دودو الجباس مهاجم الفريق وهدافه إلى صفوف فريق ليرس البلجيكي في صفقة انتقال حر استنادًا إلى عدم توثيق عقده الجديد الذي كان قد وقعه مع الراحل السيد متولي قبل وفاته ، وبعد مفاوضات وشد وجذب مع مسئولي نادي ليرس ، اتفق الطرفان على حصول النادي المصري على 300 ألف دولار كترضية نظير انتقال الجباس لصفوف ليرس.
في تلك الأثناء ، استمر المدير الفني بيرتي بيشكي في مهام عمله كمديرًا فنيًا ، مجلس الإدارة حرص على تعيين الكابتن عبود الخضري مديرًا للكرة وتعيين جمال جودة نجم المصري السابق في منصب المدرب المساعد ، مع استمرار الكابتن عبد الله درويش المدرب العام ومحمود عاشور بكري مدرب الحراب في منصبيهما.
الفريق خاض فترة إعداد في إحدى القرى السياحية بمدينة فايد ، تدعيمات الفريق جاءت في أضيق الحدود ، والسبب الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها النادي المصري آنذاك ، مجلس الإدارة أكد أن الدعم المقدم من اللواء مصطفى عبد اللطيف محافظ بورسعيد آنذاك ليس على المستوى المطلوب لعقد صفقات قوية والاستعداد للموسم الجديد ، لذا لم يكن غريبًا أن يهدد لاعبي الفريق بترك المعسكر في حالة عدم حصولهم على نسبة المشاركة من الموسم المنصرم ، ومقدمات عقود الموسم التالي وهو الأمر الذي تسبب في أزمة وصلت أصداءها الى بورسعيد التي باتت تشعر بالقلق على مستقبل الفريق الذي رحل عن جهازه الفني مبكرًا الثنائي عبود الخضري وجمال جودة.
صفقات المصري تمثلت في عودة قائده عمرو الدسوقي ، والتعاقد كذلك مع المالي حيدر أبو بكر ، حمادة يوسف ، محمد جودة ، المعتصم بالله محمد لاعب أسمنت أسيوط ، محمود سمير لاعب الأهلي والترسانة الأسبق.
وكان لابد لتلك المشكلات أن تؤثر بالسلب على فريق المصري ، الذي تلقى خسارته الأولى بالدوري أمام مضيفه الانتاج الحربي – في أولى مبارياته بالدوري الممتاز – بهدفين للاشئ بعد أداء هزيل من المصري ، وسخط جماهيري كبير على مجلس الإدارة الذي سارع أعضاءه بتقديم استقالاتهم واحدًا تلو الاخر ، ليقوم اللواء مصطفى عبد اللطيف وبعد التنسيق مع الجهة الإدارية بترشيح كامل أبو علي رئيس النادي المصري الأسبق لتولي المسئولية ، ليأتي أبو علي ومعه مجلس مكون من الأعضاء أيمن جبر والحسيني أبو قمر عضو مجلس الشعب آنذاك وعصام الزهيري وعاطف مبروك وناصر قطامش والراحل القدير مصطفى الشناوي ، فيما تم تعيين اللواء محسن شتا مديرًا تنفيذيًا جديدًا للنادي المصري.
وجود كامل أبو علي في مقعد الرئاسة أعطى نوعًا من الطمأنينة للجماهير والجهاز الفني واللاعبين الذين تأكدوا أن المشكلات المادية لن تقف عائقًا أمامهم بعد ذلك.
كانت أولى قرارات كامل أبو علي انتظام الفريق في معسكر مغلق بالاسماعيلية استعدادًا لخوض مباراة الجولة الثانية أمام غزل المحلة ، المباراة انتهت بفوز المصري بثلاثة أهداف للاشئ لتعود الثقة إلى الجميع ، قبل مباراة الجولة الثالثة التي جمعت المصري بضيفه فريق الشرطة والتي أقيمت على ستاد الاسماعيلية والتي انتهت بخسارة المصري بثلاثة أهداف مقابل هدف.
ويقرر مجلس ادارة النادي المصري توجيه الشكر للمجري بيشكي، والتعاقد مع أنور سلامة لتولي مسئولية الفريق ، واستغل سلامة تأجيل مباراة حرس الحدود بالجولة الرابعة للتعرف أكثر وأكثر على اللاعبين قبل مباراة الأهلي بالجولة الخامسة.
ونجح كامل أبو علي بعلاقاته الطيبة بالنادي الأهلي في الحصول على خدمات الثنائي الناشئ معاذ الحناوي وأحمد سعيد ميدو على سبيل الاعارة لمدة عام.
وتأتي مباراة الجولة الخامسة بين المصري والأهلي والتي أقيمت على ستاد المصري في أمسية رمضانية ليقدم من خلالها المصري مستوى طيب في أولى مبارياته على ملعبه في ذاك الموسم وتنتهي المباراة بالتعادل بهدف لكل فريق.
ويخسر المصري مباراة الجولة السادسة أمام مضيفه طلائع الجيش بثلاثة أهداف لهدف بعد مباراة شهدت العديد من الأخطاء التحكيمية ، قبل أن ينجح الفريق في التعادل خارج ملعبه أمام حرس الحدود في الجولة المؤجلة من الجولة الرابعة بهدفين لكل فريق.
ويعود المصري لتذوق حلاوة الفوز فينجح في التغلب على مضيفه بترول أسيوط بهدفين لهدف في مباراة الجولة السابعة.
في تلك الأثناء ينجح كامل أبو علي في ابرام ثلاث صفقات من العيار الثقيل استعدادًا لفترة الانتقالات الشتوية التي كانت ستبدأ بعد نحو شهرين ، حيث نجح أبو علي في التعاقد المبكر مع الثلاثي باكاري كوليبالي وعثمان باكايوكو والياسو ايزياكا لاعبي فريق الملعب المالي بطل النسخة السادسة من البطولة الكونفيدرالية الأفريقية والذين قدموا مستوى ولا أروع خلال تلك البطولة.
ويتعادل المصري أمام ضيفه المنصورة سلبيًا في الجولة الثامنة ، قبل تعادله الايجابي بهدف لكل فريق أمام مضيفه انبي في الجولة التاسعة ، فيما يتلقى المصري خسارة غير مستحقة أمام ضيفه بتروجيت بهدف للاشئ في الجولة العاشرة ، قبل أن يتعادل بالجولة الحادية عشر أمام مضيفه المقاولون بهدف لكل فريق.
ويستمر المصري في ابرام صفقات مع الناشئين المتميزين من الأندية الأخرى لتدعيم صفوفه قبل بدء فترة الانتقالات الشتوية ، فيتعاقد مع هشام البطوط لاعب خط وسط المريخ الناشئ والذي شارك في مباراة الجولة الثانية عشر والتي جمعت المصري بضيفه الاتحاد السكندري وانتهت بالتعادل بهدف لكل فريق وسط احتجاجات كبيرة من مسئولي المصري على ركلة الجزاء المحتسبة لصالح الاتحاد السكندري والتي أحرز الاتحاد منها هدف التعادل.
وتأتي مباراة الجولة الثالثة عشر لتشهد خسارة للمصري أمام مضيفه الزمالك بثلاثية نظيفة ، قبل أن يخسر المصري في الجولة التالية على ملعبه بالتخصص أمام الاسماعيلي بهدفين لهدف ، وتشهد الجولة الخامسة عشر والأخيرة بالدور الأول تعادل المصري خارج ملعبه أمام الجونة سلبيًا.
المصري أنهى الدور الأول وهو في بؤرة الخطر برصيد 13 نقطة من الفوز بمباراتين والتعادل في ست مباريات والهزيمة في سبع مباريات محرزًا 14 هدف ، فيما تلقت شباكه 21 هدفًا.
لم يقف كامل أبو علي مكتوف الأيدي وهو يرى فريقه في هذا الوضع المتأزم بالدوري ، بل أبرم المزيد من الصفقات الخيالية ، فقد تعاقد مع ثنائي حرس الحدود عبد السلام نجاح وهاني سعيد مقابل حصول حرس الحدود على 3.9 مليون جنيه ، بواقع 3.5 مليون جنيه للصفقة ، بالإضافة إلى 400 ألف جنيه متأخرات على المصري من صفقة انتقال محمد جودة للمصري من حرس الحدود.
كما تعاقد أبو علي مع أمير عبد الحميد حارس مرمى الأهلي مقابل 800 الف جنيه لناديه ، كما ضم أبو علي كذلك أحمد حسين حارس مرمى بورفؤاد الناشئ ، والناشئ أحمد عبد الباسط شرويدة مهاجم فريق الشمس ، بالاضافة إلى مصطفى جعفر مهاجم الزمالك الأسبق الذي تم التعاقد معه ثم اعارته الى الاسماعيلي لاكتمال قائمة المصري.
وبدأ المصري في الإعداد للدور الثاني بمعسكر مغلق بالغردقة مستغلًا فترة توقف الدوري التي ستمتد لما يقرب من سبعة أسابيع لاتاحة الفرصة أمام المنتخب الوطني للاستعداد والمشاركة في بطولة الأمم الأفريقية المقرر اقامتها بأنجولا خلال الفترة من العاشر وحتى الحادي والثلاثين من يناير من العام 2010.
واجه المصري مشكلة في قيد لاعبيه الأفارقة ، فقد أصبح لديه خمسة لاعبين هم جورج أواه الحارس الغاني ، حيدر أبو بكر اللاعب المالي الذي ظهر بمستوى لا بأس به خلال الدور الأول ، بالاضافة إلى الثلاثي المالي الياسو وباكايوكو وكوليبالي.
الاستغناء عن الحارس جورج أواه كان حلًا لجزء من المشكلة ، وبالتالي كان لابد من الاستغناء عن لاعب اخر ، حدث خلاف في وجهات النظر بين أنور سلامة المدير الفني للمصري وكامل أبو علي ، فالأول يريد الابقاء على حيدر أبو بكر وقيد مصطفى جعفر مع اعارة المالي باكايوكو ، فيما يرغب الاخر في قيد الثلاثي المالي والتخلي عن الثنائي حيدر أبو بكر ومصطفى جعفر ، لتنتصر رغبة أبو علي بقيد الثلاثي المالي.
الخلاف في وجهات النظر أدى الى تقديم أنور سلامة لاستقالته من المصري نتيجة ما أسماه بالتدخل في صميم اختصاصاته ، ليلجأ أبو علي للتعاقد مع الألماني المخضرم ثيو بوكير لقيادة الفريق ، بالاضافة للتعاقد مع الخبير الكروي محسن صالح مستشارًا فنيًا لمجلس إدارة النادي المصري.
ولم تتوقف المشكلات داخل النادي المصري على الجانب الفني فقط ، إذ امتدت لتشمل مجلس الإدارة ، حيث هدد كامل أبو علي خلال تلك الفترة بالاستقالة احتجاجًا منه على أسماه بتدخل عدد من الجهات الخارجية الحزبية والتنفيذية في شئون النادي المصري ، لتخرج جماهير المصري في مظاهرات حاشدة من أمام الاستاد لتصل إلى مبنى المحافظة ، التي أعلن مسئوليها بعد التنسيق مع العديد من الجهات الحزبية والشعبية والتنفيذية على الفور دعم استمرار كامل أبو علي في رئاسة المصري والاستجابة لكافة مطالبه وخاصة المتعلق منها بتعيين أعضاء جدد لمجلس الادارة.
ويبدأ الفريق مشواره بالدور الثاني بتحقيق أول فوز على ملعبه ذاك الموسم بتغلبه على الانتاج الحربي بهدفين لهدف ، وسط فرحة كبيرة لجماهير المصري بالفوز الذي جاء في الثواني الاخيرة من المباراة على يد المتألق المالي الياسو كبيرة ، وشهدت المباراة تألقًا كبيرًا لصفقات المصري وخاصة الرباعي أمير عبد الحميد وهاني سعيد وعبد السلام نجاح صاحب الهدف الأول والياسو عريس المباراة.
ويحقق المصري فوزًا غاليًا بهدف نظيف في الجولة التالية على حساب غزل المحلة المنتشي بفوزه على الأهلي لتزداد ثقة الجميع في الفريق الذي ينجح في التعادل خارج ملعبه أمام الشرطة بهدف لكل فريق ، وهي نفس النتيجة التي انتهت بها الجولة التالية أمام حرس الحدود ببورسعيد والتي خسر فيها المصري جهود مهاجمه الأساسي ابراهيم الهلالي نتيجة اصابته بقطع في الرباط الصليبي ، ليصبح الهلالي هو ثالث المصابين بتلك الاصابة اللعينة في صفوف المصري بعدما سبقه خلال الدور الأول زميليه وجيه عبد العظيم وأحمد عثمان “بلية”.
ويتلقى المصري خسارته الأولى في الدور الثاني أمام مضيفه الأهلي بهدفين جاءا في الدقائق العشر الأخيرة ، ثم يفقد المصري نقطتين ثمينتين بالتعادل أمام ضيفه الجيش بهدفين لكل فريق بعدما كان المصري متقدمًا بهدفين للاشئ.
ويعود المصري لمسيرة الانتصارات بالفوز على بترول أسيوط بهدفين مقابل هدف ، قبل أن يحقق المصري فوزه الأغلى ذاك الموسم بالفوز على مضيفه المنصورة بهدف للاشئ.
وتشهد تلك الفترة تقدم محسن صالح المستشار الفني لمجلس الادارة باستقالته من منصبه.
ويتعادل المصري في ثلاث مباريات متتالية سلبيًا أمام انبي والمقاولون ببورسعيد ، وبتروجيت بالسويس ، ثم يتعادل الفريق خارج ملعبه أمام الاتحاد السكندري بهدف لكل فريق ، قبل أن يخسر المصري أمام ضيفه الزمالك بثلاثة أهداف مقابل هدف.
عدم الفوز في المباريات الخمس الأخيرة للمصري أثار قلق جماهير المصري ومعهم كامل أبو علي الذي وجه الشكر لثيو بوكير ، ليتعاقد مع محمد حلمي لقيادة الفريق خلال المباراتين الأخيرتين أمام الاسماعيلي بملعبه والجونة ببورسعيد وهما المباراتين اللتين انتهيتا بالتعادل الايجابي بهدف لكل فريق لينهي المصري الموسم في المركز الثالث عشر برصيد 34 نقطة وبفارق ثلاث نقاط فقط عن أول الهابطين ، حيث حقق المصري الفوز في ست مباريات والتعادل في ستة عشر مباراة والهزيمة في ثماني مباريات ، محرزًا 28 هدف ، فيما تلقت شباكه 35 هدف.
وضمت قائمة هدافي المصري كل من عبد السلام نجاح برصيد خمسة أهداف ، يليه أحمد شديد قناوي وباكاري كوليبالي ولكل منهما 4 أهداف ، يليهما أحمد عثمان “بلية” وابراهيم الهلالي ومحمد عاشور الأدهم ولكل منهم ثلاثة أهداف ، ثم محمد خليفة برصيد هدفين ، ثم أحمد فوزي وأحمد شرويدة والياسو ووجيه عبد العظيم ولكل منهم هدف وحيد.
وعقب نهاية الدوري، يستهل المصري مشواره بالكأس بالفوز على تليفونات بني سويف بهدفين للاشئ ، قبل أن يودع البطولة من دور الستة عشر بالخسارة أمام ضيفه المقاولون العرب بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مباراة شهدت العديد من الأخطاء التحكيمية من الحكم رؤوف الحوشي والذي أثارت قراراته التحكيمية جماهير المصري أثناء وبعد المباراة.
ويُسدل الستار على موسم عصيب للغاية على الجميع ، كان بطله الأوحد كامل أبو علي رئيس مجلس ادارة المصري والذي نجح بصفقاته المدوية الابقاء على الفريق ضمن الكبار بعدما كان أحد المرشحين للهبوط في ختام الدور الأول ، ليستعد المصري عقب ذلك لانطلاق موسم جديد ، سيكون محور حديثنا في الفصل المقبل بمشيئة الله تعالى.
يتبع