كنا قد وصلنا في قراءتنا بدفتر ذكريات النادي المصري إلى صيف العام 2008 ، تلك الفترة التي كان يستعد المصري خلالها لانتخابات مجلس الإدارة (2008 – 2012) ، تلك الانتخابات التي تنافس خلالها على مقعد الرئاسة كل من السيد متولي رئيس النادي ، العميد طارق حسن عمار أمين الصندوق الأسبق ، بالإضافة إلى 23 مرشحًا تنافسوا على ستة مقاعد.
فريق المصري تحت قيادة حسام حسن استعد للموسم الجديد بفترة إعداد مكثفة خاض خلالها الفريق العديد من المباريات الودية بالاسكندرية والقاهرة ، المصري أبرم العديد من الصفقات ، فكان في مقدمتها أحمد شديد قناوي ظهير أيسر الأهلي ، أحمد فوزي ظهير أيمن أسمنت السويس ، بهاء أحمد مدافع السكة الحديد ، علي سمير مدافع حرس الحدود ، أحمد عثمان “بلية” وحازم عارف لاعبي خط وسط المريخ البورسعيدي ، محمد غريب مرجان “كمارا” لاعب خط وسط القناة ، ورباعي فريق بورفؤاد المدافع أحمد شوقي ، وثلاثي الهجوم محمد خليفة وأحمد دهب وأحمد حامد “بيبيتو” ، بالإضافة إلى سمير التميمي مدافع غزل دمياط.
مجموعة كبيرة من اللاعبين الشباب الذي أراد بهم حسام حسن تكوين فريق جديد يُعطي للمصري سنوات وسنوات ، وخاض حسام حسن خلال فترة الإعداد كم كبير من المباريات الودية سعيًا لايجاد التجانس بين لاعبيه القدامى والجدد ، ومن بين تلك المباريات الودية كانت مباراة اعتزال سيف داود نجم المصري التي جمعت المصري بضيفه المقاولون العرب ، وشهدت تلك الفترة شد وجذب بين الجهاز الفني وعدد من أعضاء مجلس الإدارة لرفض الأعضاء قرار الجهاز الفني بالاستغناء عن ابراهيم الهلالي مهاجم الفريق.
فترة الإعداد شهدت خلافات داخل مجلس الإدارة الذي قام بتجميد أمين الصندوق عادل عاشور وتكليف المهندس محمد غويبة بمهام منصبه بداعي تعطيله لاجراءات ضم اللاعبين الجدد ، وهو الأمر الذي استدعى تدخل مديرية الشباب والرياضة ببورسعيد لتقريب وجهات النظر.
ووسط الأجواء الانتخابية الساخنة ، بدأ الفريق مشواره بالدوري بملاقاة مضيفه الاتحاد السكندري في مباراة شهدت زحف الألاف من جماهير المصري عبر رحلات عديدة نظمها كافة مرشحي الانتخابات ، الشوط الأول للمباراة انتهى بتقدم المصري بهدفين للاشئ ، قبل أن ينجح الاتحاد في التعادل خلال الشوط الثاني ، ليستفيق لاعبي المصري مرة أخرى وينجح دودو الجباس لاعب المصري في احراز ثلاثة أهداف متتالية محققًا لقب الهاتريك ، وتنتهي المباراة بفوز المصري بخمسة أهداف مقابل هدفين.
الفوز بخماسية خارج الديار أعطى للاعبي المصري دفعة قوية قبل ملاقاة الأهلي ببورسعيد ، تلك المباراة التي شهدت شغبًا من جماهير الأهلي قبل وأثناء وبعد المباراة التي انتهت بفوز المصري بهدفين للاشئ ، لتشتعل فرحة جماهير المصري التي سعدت بتصدر فريقها لجدول المسابقة بعد أسبوعين فقط.
الجولة الثالثة للمصري والتي جمعته بمضيفه الزمالك على ملعب الكلية الحربية شهدت تلقي المصري لأول خسارة بهدفين لهدف بعد أداء طيب من لاعبي المصري ، فيما جاءت الجولة الرابعة لتشهد تعادل المصري مع ضيفه المقاولون العرب بهدفين لكل فريق.
وفي اليوم التالي لمباراة المقاولون، تُجرى انتخابات مجلس الإدارة فتسفر عن فوز السيد متولي بمنصب الرئيس، ومعه الأعضاء شريف عبد اللطيف ، محمد غويبة ، تامر الحمزاوي ، السيد النمر ، علي فرج الله ، محمد أبو طالب.
وتشهد الجولة الخامسة تلقي المصري لخسارته الثانية أمام مضيفه الاتصالات بهدفين لهدف ، ليتقدم المصري بشكوى بعدها ضد ياسر محمود حكم المباراة ، ثم يتعادل المصري أمام ضيفه بتروجيت بهدفين لكل فريق في مباراة الجولة السادسة.
ويتلقى المصري ثلاث هزائم متتالية أمام الترسانة خارج ملعبه بهدفين لهدف ، وبنفس النتيجة على ملعبه أمام الاسماعيلي ، ثم أمام مضيفه انبي بهدف للاشئ ، وهي الهزائم التي تسبب في حالة من الحزن لدى الجميع في بورسعيد.
ويخرج المصري ولو قليلًا من حالة عدم الاتزان بالفوز ببورسعيد على بترول أسيوط بثلاثة أهداف مقابل هدف ، ثم يتعادل المصري خارج ملعبه أمام حرس الحدود بهدف لكل فريق في مباراة لا ينساها الجميع في بورسعيد ليس لنتيجتها ، ولكن لحالة الحزن التي عاشتها بورسعيد بأكملها عقب نهايتها مباشرة!!!.
عقب نهاية المباراة التي تم نقلها على الهواء مباشرة ، تعلن الاستوديوهات التحليلية للقنوات الرياضية عن نبأ مفجع لجماهير المصري ألا وهو وفاة الراحل العظيم السيد متولي أثر أزمة قلبية فاجأته في مطار القاهرة عقب وصوله من تركيا استعدادًا لحضور مباراة الحرس ، ليتم نقله إلى إحدى مستشفيات مصر الجديدة وتفيض روحه هناك إلى بارئها.
الجميع ليس في بورسعيد فحسب بل في مصر بالكامل شعر بالحزن على وفاة هذا العملاق الذي خدم ناديه بكل ما أوتي من قوة لما يزيد عن ثلاثين عامًا نال معها لقب عميد رؤساء الأندية المصرية ، فاستحق أن تخلده الجماهير وفي اليوم التالي يتم الصلاة على جثمانه بستاد المصري خلف الشيخ محمد جبريل ، ثم يتم تشييع الجنازة المهيبة التي سار فيها نحو مائة ألف من أبناء بورسعيد ومعهم المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة ، اللواء مصطفى عبد اللطيف محافظ بورسعيد ، الراحل سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري بكرة القدم الذي حضر بكامل أعضاءه ، الكابتن حسن شحاته المدير الفني لمنتخب مصر ، وممثلي لأندية مصر ، ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية والسياسية.
مجلس إدارة النادي المصري حاول تدارك الأمر والتعادل مع الصدمة ، فتم تكليف الدكتور علي فرج الله قائمًا بعمل رئيس النادي المصري وأكد الجميع تكاتفهم خلف النادي المصري لعبور هذا الموقف المؤلم على نفوس الجميع داخل وخارج بورسعيد.
وتجئ المباراة الأولى للمصري أمام اتحاد الشرطة ببورسعيد لتقام بعد أقل من أسبوع في أجواء شبه جنائزية ، فالكل يبكي هذا الرجل العظيم ، وتنتهي المباراة بفوز المصري بهدفين لهدف ، ولعل الجميع داخل بورسعيد يتذكر لاعبي المصري وهو يهرولون ناحية صورة متولي الموضوعة داخل الاستاد عقب الهدفين للاشارة إليه وكأنهم يحتفلون معه ، وفي الجولة التالية يتعادل المصري خارج ملعبه أمام طلائع الجيش سلبيًا.
وفي تلك الأثناء يخوض المصري مباراة ذهاب دور الأربعة من بطولة أندية شمال أفريقيا التي جمعته بضيفه شبيبة بجاية الجزائري وهي المباراة التي انتهت بفوز المصري بهدف للاشئ.
ويستأنف المصري مشواره بالدوري فينجح في الفوز خارج ملعبه على غزل المحلة بهدف للاشئ ، قبل أن يتعادل في الجولة الأخيرة من الدور الأول أمام ضيفه الأوليمبي بهدف لكل فريق.
المصري تحت قيادة حسام حسن أنهى الدور الأول برصيد 20 نقطة من الفوز بخمس مباريات ، والتعادل والهزيمة في مثلها ، محرزًا 23 هدفًا ، فيما تلقت شباكه 19 هدفًا.
وعقب نهاية الدور الأول يتوجه المصري إلى الجزائر لخوض مباراة إياب دور الأربعة لبطولة أندية شمال أفريقيا أمام مضيفه شبيبة بجاية ، المباراة أقيمت في أجواء جماهيرية مشحونة للغاية ، وأداء تحكيمي عليه العديد من علامات الاستفهام من الحكم المغربي خالد رمسيس ، أدى إلى اشتباك ابراهيم حسن مدير الكرة مع الحكم الرابع لتتوتر الأجواء ويتم القاء الألعاب النارية داخل الملعب لتتوتر الأجواء أكثر وأكثر من جانب لاعبي المصري خاصًة بعد تلقي شباكهم لهدفين انتهت بهما المباراة بصعود شبيبة بجاية للدور النهائي وخروج المصري.
مسئولي المصري احتجوا على قيد شبيبة بجاية للاعب كاميروني قبل المباراة بأيام في مخالفة لقواعد البطولة في الوقت الذي اتهمت فيه الصحافة الجزائرية للتوأم حسن باشعال أزمة كبرى بين البلدين.
الاتحاد المصري لكرة القدم قرر عقب المباراة إيقاف التوأم حسن واحالتهما للتحقيق بمعرفة المستشار القانونى للاتحاد بسبب التصرفات غير المسئولة لهما خلال المباراة.
اتحاد شمال أفريقيا اتخذ العديد من القرارات كان أبرزها ايقاف ابراهيم حسن لخمس سنوات وتغريمه 20 ألف دولار ، فيما تم ايقاف حسم حسن لست مباريات وتغريمه ألفي دولار ، كما قرر الاتحاد ايقاف أحمد شوقي لاعب المصري لمدة عام وزميله محمد خليفة لمدة ستة أشهر ، كما تم تغريم شبية بجاية عشرة ألاف دولار لاشعال الألعاب النارية.
مجلس إدارة النادي المصري برئاسة دكتور علي فرج الله قرر اقالة التوأم حسن من منصبيهما بناء على تلك الأحداث ، وقرر المجلس تكليف طارق سليمان بقيادة المصري مؤقتًا لحين تعيين مدير فني جديد.
قرار إقالة التوأم حسن أشعل الأوضاع داخل بورسعيد التي انقسمت ما بين معارض ومؤيد لقرار الاقالة ، المعارض للقرار أكد أنه كان ينبغي التحقيق مع التوأم ودراسة تقرير الكابتن سيد النمر رئيس البعثة قبل اتخاذ أي قرار ، والمؤيد للقرار أكد أن تجاوزات التوأم حسن كانت عديدة خلال مباريات المصري في الفترة التي قادا خلالها المصري والتي استمرت لنحو عشرة أشهر.
القرارات العديدة تلك تسببت في أزمة للفريق قبيل خوض مباراته بدور الـ 32 من بطولة كأس مصر أمام مضيفه فريق الشمس ، حيث هدد عدد من اللاعبين بالامتناع عن خوض المباراة تضامنًا مع مديرهم الفني السابق حسام حسن ، وبعد شد وجذب يخوض الفريق المباراة وينجح في الفوز بهدفين لهدف.
ويعتمد مجلس ادارة النادي المصري تشكيل الجهاز الفني للفريق والمكون من طارق سليمان مديرًا فنيًا، وأشرف عبد اللاه مدربًاعامًا، ومحمود بكرى مدربًا لحراس المرمى، وياسر سالم مديرًا إداريًا، وسمير التفاهنى إداريًا.
ويصعد الفريق لملاقاة ضيفه غزل المحلة بدور الـ 16 فينجح المصري في الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف بعد التمديد لوقت اضافي ، قبل أن يخرج المصري على يد ضيفه حرس الحدود بالخسارة بثلاثة أهداف مقابل هدف بعد وقت اضافي ، وبعد كفاح كبير من لاعبي المصري الذين نجحوا في ادارك التعادل في الوقت بدل المحتسب من الشوط الثاني ، قبل أن ينالهم الارهاق فيخسر الفريق بثلاثة أهداف مقابل هدف.
خلال تلك الفترة قرر مجلس ادارة النادي المصري تعيين محمد رمضان لاعب الأهلي السابق مديرًا للكرة ، كما حرص المجلس كذلك على تدعيم الفريق ، البداية كانت بالدولي الغاني رزاق بيمبونج والذي حل محل النيجيري ايفوسا ، والذي لم يتم قيده لعدم توثيق عقده الجديد بعد وفاة السيد متولي ، وحصل المصري كذلك على خدمات رامي عادل مدافع الأهلي على سبيل الاعارة ، كما تم التعاقد مع حسام عبد المنعم مدافع الاتحاد في صفقة تبادلية انتقل بموجبها محمد جابر مدافع المصري الى صفوف زعيم الثغر ، بالاضافة للتعاقد مع أحمد الملا مهاجم غزل المحلة ناشئ الأهلي السابق ، تامر عادل مهاجم المقاولون ، فيما تم الاستغناء عن أحمد حافظ وحمدى زكى وسمير التميمى إلى جانب الثنائي ايفوسا ومحمد جابر.
ويتعادل المصري في بداية الدور الثاني مع ضيفه الاتحاد سلبيًا ، ليقرر المجلس عقب ذلك تعيين المجري بيرتي بيشكي مديرًا فنيًا للمصري للمرة الثالثة في تاريخه حيث سبق له تولي المسئولية عامي 1994 ، 2003 ، وكان الجهاز المعاون لبيشكي مكون من علي السعيد وأشرف عبد اللاه ومحمود عاشور بكري وسمير التفاهني اداريًا.
ويخسر المصري مباراة الجولة السابعة عشر أمام الأهلي بهدفين لهدف ، قبل أن يتعادل مع ضيفه الزمالك بهدف لكل فريق ، وهي نفس النتيجة التي انتهت بها مباراة المقاولون العرب بالجبل الأخضر.
ويحرز المصري فوزه الأول في الدور الثاني على الاتصالات بهدفين مقابل هدف ، قبل أن يفوز الفريق خارج ملعبه على بتروجيت بثلاثة أهداف مقابل هدف.
وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر تحقيق المصري لفوزه الثالث على التوالي على حساب ضيفه الترسانة فإذا به يخسر بهدفين للاشئ ، ليخسر بعدها الفريق في الوقت المحتسب بدلًا من الضائع أمام مضيفه الاسماعيلي بثلاثة أهداف مقابل هدفين ، قبل أن يتلقى الفريق خسارته الثالثة على التوالي أمام ضيفه انبي بهدف للاشئ.
ومثلما كان الحال عليه في الدور الأول ، ينجح الفريق في الفوز على مضيفه بترول أسيوط بهدف للاشئ محققًا فوزه الأول بعد ثلاث هزائم متتالية.
في هذه الأثناء ، يتم تسليم الاستاد إلى اللجنة المنظمة لكأس العالم للشباب تحت 20 عامًا المقرر انطلاقها بمصر خلال سبتمبر من العام 2009 ، فينقل المصري مبارياته الى ملعب الرباط ويخسر المصري بهدف قاتل أمام حرس الحدود ، قبل أن يتعادل الفريق خارج ملعبه مع الشرطة سلبيًا ، قبل أن يعاود المصري الخسارة على ملعب الرباط ولكنها هذه المرة أمام طلائع الجيش بهدف للاشئ ، ثم يفوز المصري على ضيفه غزل المحلة بملعب الرباط بهدف للاشئ لتكون تلك النقاط هي الضامنة لابتعاد الفريق تمامًا عن الخطر ، ويتعادل الفريق في مباراته الأخيرة بالدوري أمام مضيفه الأوليمبي بهدف لكل فريق وهي المباراة التي شهدت المشاركة الرسمية الأولى للحرس الناشئ أحمد الشناوي صاحب الثمانية عشر عامًا.
وينهي المصري الموسم وهو في المركز الثامن برصيد 37 نقطة ، من الفوز بتسع مباريات ، والتعادل في عشر والهزيمة في أحد عشر مباراة ، محرزًأ 36 هدفًا ، بينما تلقت شباكه 34 هدفًا ، وتصدر دودو الجباس قائمة هدافي المصري برصيد تسعة أهداف ، يليه ابراهيم الهلالي بخمسة أهداف ، ثم أحمد جلال وأحمد شديد قناوي ولكل منهما بأربعة أهداف ، ثم يأتي أحمد عثمان، وأحمد فوزي ووجيه عبد العظيم ولكل منهم ثلاثة أهداف ، ثم يأتي محمد جابر ومحمد فهيم وأسامة عزب ومحمد عاشور الأدهم وأحد لاعبي المقاولون في مرماه ولكل منهم هدف واحد.
بقى أن نشير أنه خلال ذاك الموسم ، تم تعيين الدكتورة تفيدة الملاح كعضو مجلس ادارة لتصبح السيدة الأولى في تاريخ النادي المصري التي تشغل هذا المنصب ، كما تعيين عاطف مبروك عضوًا بالتعيين أيضًا خلال تلك الفترة.
ومن الأحداث الهامة التي وقعت خلال ذاك العام ، تدشين الموقع الرسمي للنادي المصري والذي تم اطلاقه خلال شهر مايو من العام 2009 ، كان مجلس ادارة المصري قد أسند لعضو المجلس الأستاذ محمد أبو طالب مهام الاشراف العام على الموقع ، فيما تولى الأستاذ ابراهيم الشيمي – متطوعًا – مهام مدير الموقع الرسمي والذي قوبل بحفاوة بالغة من جانب الإعلاميين والجماهير على حد سواء بعدما بذل القائمون على ادارته جهدًا كبيرًا في إعداد أبوابه التي اشتملت على عدد من المواد التاريخية المتميزة ، كما قدم الموقع تغطية إعلامية متميزة لكافة الأحداث التي مر بها النادي اعتبارًا من بداية انطلاق الموقع.
يُتبع.