كنا قد وصلنا في قراءتنا بدفتر ذكريات النادي المصري إلى صيف العالم 2007 ، الذي أنهى فيه المصري الموسم تحت القيادة الفنية لطارق سليمان في الوقت الذي كان يتولى فيه ابراهيم حسن مهام مدير الكرة.
خلال تلك الفترة كان الراحل السيد متولي رئيس مجلس إدارة النادي المصري على تواصل دائم مع الكابتن حلمي طولان لتولي قيادة الفريق خلال الموسم الجديد ، مع منحه كافة الصلاحيات الفنية والإدارية.
الجهاز الفني لحلمي طولان جاء بالكامل من خارج بورسعيد ، ممدوح المحمدي مدربًا عامًا ، علي ماهر مدربًا ، حسن علي مدربًا للحراس ، والمقدم ياسر سالم مديرًا اداريًا
كانت أولى قرارات حلمي طولان هي الاستغناء عن عدد كبير جدا من اللاعبين وهم الحارس الكاميروني ماسينجا وزميليه في حراسة المرمى محمد الشرقاوي ومحمد السيد ومعهم محمد العتراوي والراحل أيمن رمضان وعمرو الدسوقي وأحمد رشدي وعمرو المرسي ومحمد أبوالمجد وباسم وجدي وشريف وصفي ومحمد جودة و السيراليوني تشيرنو ومحمد جنيدي وعلي جمعة وكريم عادل وسعيد ربيع واكرامي عبد العزيز ، بالإضافة إلى كريم ذكري المنتقل للزمالك مقابل 3.5 مليون جنيه ، وأسامة السيد الذي انتقل إلى انبي في صفقة تبادلية حصل المصري بمقتضاها على محمد جابر مدافع انبي ، و كذلك جمال جاد ومحمد صلاح المنتقلين إلى بلدية المحلة.
في المقابل عقد مجلس ادارة النادي المصري وبعد التنسيق مع حلمي طولان العديد من الصفقات وفي مقدمتها الحارس الدولي الغاني جورج أواه ، ومواطنه العائد للمصري من الأهلي بعد غياب لموسمين أكوتي مانساه ، وكذلك المهاجم التونسي نبيل الميساوي ، ومعهم محمد صديق وأحمد جلال من الأهلي ، ايهاب المحص من الكروم ، محمد الحديدي ومحمد جابر من إنبي.
وامتدت الصفقات أيضًا لتشمل محمد حافظ من أسمنت السويس ، أبو المجد مصطفى من حرس الحدود ، حسام عبد العظيم من السكة الحديد ، شريف البيلي ومحمد فهيم من المقاولون العرب ، ابراهيم الهلالي من الأوليمبي ، وليد سليمان من أسمنت أسيوط ، حمدي زكي من بترول أسيوط ، اكرامي ابراهيم من حرس الحدود.
وخاض الفريق عدة مباريات ودية خلال فترة الإعداد التي شارك خلالها الفريق كذلك في بطولة ودية أقيمت بالاسكندرية وحقق خلالها المركز الرابع بعد أداء دفاعي متميز من المصري وعلامات استفهام كثيرة على الأداء الهجومي للفريق.
وخلال تلك الفترة قام الاتحاد العربي لكرة القدم بترشيح المصري للمشاركة في دوري أبطال العرب استنادًا إلى شعبيته الكبيرة ، وهو الأمر الذي أثار غضب إدارة فريق غزل المحلة الذي احتل المركز السادس في ختام الموسم السابق ودارت العديد من المعارك الإعلامية بين ادارة الناديين خلال تلك الفترة.
بدأ الموسم مشواره بالدوري بالتعادل أمام ضيفه الأهلي ببورسعيد بهدفين لكل منهما بعد أداء قوي من جانب المصري الذي كان متقدمًا حتى ما قبل نهاية اللقاء بربع ساعة بهدفين لهدف ليتفاءل الجميع خيرًا بتلك البداية ، إلا أن المصري تلقى هزيمته الأولى في الجولة التالية أمام الجيش بهدف للاشئ ، ثم يحقق المصري فوزه الأول بالمسابقة على حساب أسمنت السويس بهدفين للاشئ في الوقت بدل الضائع من المباراة وشهدت تلك المباراة واقعة طريفة بطلها الحارس جورج أواه الذي ترك مرماه في الدقيقة الأخيرة ليتقدم إلى منطقة جزاء الفريق المنافس ليضع كرة في القائم ترتد إلى لاعب المصري الذي يتعرض للعرقلة فيحتسب الحكم ركلة جزاء يسجل منها المصري هدفه الأول.
ويذهب المصري في الجولة الرابعة إلى نجع حمادي لملاقاة الألومنيوم فيتلقى خسارته الثانية بهدفين مقابل هدف ليبدأ الجميع في القلق داخل بورسعيد.
في هذه الأثناء يلتقي المصري مع ضيفه الطليعة السوري ببورسعيد في ذهاب دور الـ 32 من دوري أبطال العرب ، فيتلقى المصري خسارة مفاجئة على أرضه ووسط جماهيره بهدف للاشئ ، ليقترب المصري من الخروج من البطولة من أدوارها الأولى.
ويعود المصري لمشواره بالدوري فيتلقى خسارته الثالثة في خمس مباريات أمام مضيفه غزل المحلة بهدف للاشئ.
عقب ذلك يتعادل المصري سلبيًا أمام ضيفه حرس الحدود ، وتشهد تلك الفترة انقطاع اللاعب محمد صديق عن التدريبات والمباريات لرغبته في فسخ عقده.
ووسط كل تلك الأجواء يذهب المصري إلى مدينة حِمص السورية لملاقاة الطليعة في مباراة إياب دور الـ 32 من دوري أبطال العرب ، ويقدم المصري عرضًا قويًا للغاية وكان الفريق الأقرب للفوز لولا القرارات المعاكسة للحكم العراقي “صباح عبد” الذي أدار المباراة والذي تغاضى عن ركلة جزاء ولا أوضح للمصري خلال الشوط الأول ، بالاضافة إلى العديد من القرارات التي أدت في النهاية إلى خروج المباراة بالتعادل السلبي ، ليودع المصري البطولة مبكرًا من دورها الأول.
ويستأنف المصري مشواره بالدوري بالتعادل السلبي مع مضيفه المقاولون العرب ، ويتوقف الدوري لما يقرب من ثلاثة أسابيع ، كان الجميع في بورسعيد يأمل في أن تتحسن الأوضاع بعدها ليخسر الفريق مباراته الأولى عقب استئناف المسابقة أمام ضيفه الزمالك بالجولة الثامنة بهدف للاشئ ، وهي المباراة التي أنهاها أحمد عودة حكم المباراة في الدقيقة 85 نتيجة لاعتراضات لاعبي المصري على عدم احتساب ركلة جزاء لصالح وجيه عبد العظيم ، ليقرر اتحاد الكرة اعتماد فوز الزمالك بنتيجة اعتبارية هدفين للاشئ ، ويستمر عدم التوفيق في ملازمته للمصري فيخسر في المباراة التالية أمام الترسانة بهدف للاشئ جاء في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلًا من الضائع.
حصيلة المصري بعد تسع مباريات من الدوري لم تكن مبشرة على الأطلاق ، فقد أحرز الفريق ست نقاط فقط من الفوز بمباراة واحدة ، والتعادل في ثلاث مباريات ، والهزيمة في خمس مباريات ، محرزًا خمسة أهداف ، بينما تلقت شباكه 8 أهداف ، وكان الصيام عن التهديف هو الأمر الذي يثير قلق الجميع فقد فشل الفريق في التهديف في سبع مباريات متتالية منهم خمس بالدوري واثنتين بالبطولة العربية.
هنا يقرر حلمي طولان تقديم استقالته إلى مجلس ادارة النادي المصري برئاسة الراحل السيد متولي الذي حاول اثناء طولان عن الاستقالة إلا أن الأخير صمم على موقفه ، ليقرر متولي إسناد المهمة مؤقتًا إلى حسام غويبة المدير الفني لقطاع الناشئين ، وكانت بداية غويبة بمباراة الاتصالات في الجولة العاشرة وهي المباراة التي شهدت فوز المصري بثلاثة أهداف مقابل هدف ليتنفس الجميع الصعداء بالفوز أولًا ، وباحراز الفريق لثلاثة أهداف عن طريق مهاجميه محمد فهيم وأحمد جلال وابراهيم الهلالي ثانيًا.
ويتوقف الدوري لثلاثة أسابيع أخرى لاتاحة الفرصة أمام المنتخب الوطني لخوض البطولة العربية التي استضافتها مصر خلال تلك الفترة ، فيتعاقد المصري مع البرازيلي جواو ألفيس لتولي مهمة القيادة الفنية للمصري ، على أن يعاونه حسام غويبة وأشرف عبد اللاه ومحمود بكري عاشور والمقدم ياسر سالم مديرًا اداريًا
وعقب استئناف الدوري يشد المصري الرحال إلى السويس لملاقاة بتروجيت في مباراة الجولة الحادية عشر التي انتهى شوطها الأول بالتعادل السلبي ، وفي الشوط الثاني يتقدم بتروجيت بهدفين متتاليين فينجح المصري في ادارك التعادل ، إلا أن الفريق لم يستطع الحفاظ على التعادل خلال الدقائق العشر الأخيرة لتتلقى شباكه هدفين اخرين وتنتهي المباراة بخسارة المصري بأربعة أهداف مقابل هدفين.
ويستضيف المصري في الجولة الثانية عشر شقيقه فريق الاسماعيلي المدجج بالنجوم ، فينجح المصري في الفوز بهدفين مقابل هدف محققًا فوزًا على الاسماعيلي هو الأول بالدوري منذ ما يقرب من تسعة أعوام ، وتجئ الجولة التالية فيتعادل المصري سلبيًا خارج ملعبه أمام بلدية المحلة بدون أهداف ، قبل أن يخسر نقطتين ثمينتين على ملعبه بالتعادل بهدفين لكل فريق أمام ضيفه الاتحاد السكندري الذي أحرز هدف التعادل في الدقيقة السابعة من الوقت المحتسب بدلًا من الضائع!!.
ويختتم المصري مباريات الدور الأول بالتعادل خارج ملعبه أمام مضيفه انبي بدون أهداف ليتوقف الدوري بعدها نظرًا لمشاركة منتخب مصر في بطولة الأمم الأفريقية التي أقيمت بغانا خلال الفترة من 20 يناير وحتى 10 فبراير من العام 2008.
وخلال تلك الفترة يخوض المصري مباراة دور الـ 32 من بطولة كأس مصر فينجح في الفوز على الزرقا بهدفين للاشئ.
ويتعاقد المصري مع النيجيري ايفوسا لاعب المريخ السوداني السابق ، كما يتعاقد كذلك مع لاعبه السابق محمد الغنام العائد من بترول أسيوط ، كما يعير مهاجمه الشاب محمد ذكري إلى الترسانة.
وتجئ مباراة المصري بدور الـ 16 من بطولة كأس مصر والتي جمعت المصري بمضيفه أسمنت السويس لتفجر المزيد من المشكلات ، حيث خسر المصري بثلاثية نظيفة ، وشهدت المباراة أحداث عنف ، وهو الأمر الذي دفع الحسيني أبو قمر وكيل لجنة الشباب والرياضة وعضو مجلس الشعب عن بورسعيد آنذاك إلى تقديم طلب احاطة عاجل لوزير الداخلية بسبب ما أسماه بتجاوزات الأمن ضد جماهير المصري المصاحبة لفريقها.
ويستأنف المصري بطولة الدوري فيخسر من الأهلي في افتتاح الدور الثاني بهدف نظيف ، قبل أن يفقد المصري نقطتين ثمينتين على ملعبه أمام طلائع الجيش بعد التعادل بهدف لكل فريق ، وجاء هدف التعادل للجيش في الدقيقة السابعة من الوقت المحتسب بدلًا من الضائع ليسبب حالة من الحزن لدى الجميع في بورسعيد.
ويسافر المصري لملاقاة أسمنت السويس مرة أخرى بالدوري فيخسر بهدف لاعبه السابق إكرامي عبد العزيز لتتأزم الأوضاع داخل المصري والذي بات قريبًا جدًا من دائرة الهبوط ، حيث جاء في المركز الرابع عشر(أول مراكز الهبوط) بفارق ثلاثة نقاط فقط عن صاحب المركز السادس عشر والأخير.
هنا يفاجئ الراحل السيد متولي الجميع داخل وخارج بورسعيد ويعلن التعاقد مع العميد حسام حسن – والذي كان حتى ذاك الوقت مقيدًا كلاعب ضمن صفوف فريق الاتحاد السكندري – للعمل مديرًا فنيًا ، على أن يساعده طارق سليمان ومحمود عاشور بكري ، فيما سيعمل ابراهيم حسن مديرًا للكرة.
وسعيًا لانقاذ الموقف نجح حسام حسن في التعاقد مع الناشئين مصطفى صلاح من الأهلي وأحمد ابراهيم من الاسماعيلي على سبيل الاعارة ، مستغلًا اللوائح التي تتيح قيد الناشئين في غالبية فترات الموسم.
المباراة الأولى للمصري تحت قيادة حسام حسن شهدت تعادلًا لأبناء بورسعيد أمام ضيفهم الألومنيوم بهدف لكل فريق بعد سيطرة كبيرة للمصري على مجريات اللقاء ، وفي المباراة التالية يحقق المصري فوزًا غاليًا على حساب ضيفه غزل المحلة بثلاثة أهداف مقابل هدف.
ويتعادل المصري في مباراتين متتاليتين أمام مضيفه حرس الحدود سلبيًا ، ثم أمام ضيفه المقاولون العرب بهدف لكل فريق وهي المباراة التي شهدت توترات غير عادية ظلت حديث الإعلام الرياضي لأيام وأيام.
ويذهب المصري إلى القاهرة لملاقاة مضيفه الزمالك فينجح المصري في العودة بنقاط المباراة الثلاث بعد الفوز بهدفين مقابل هدف ، ويفتح الفوز شهية فريق المصري الذي حقق فوزًا آخر على الترسانة ببورسعيد بهدف للاشئ ، ثم يتعادل الفريق خارج أرضه أمام الاتصالات بهدف لكل فريق ، قبل أن ينجح في الفوز على بتروجيت ببورسعيد بهدفين مقابل هدف ، ثم يتلقى المصري خسارتين متتاليتين أمام الاسماعيلي خارج ملعبه بهدفين للاشئ وأمام البلدية ببورسعيد بهدف للاشئ ، قبل أن يتعادل خارج ملعبه أمام الاتحاد بهدف لكل فريق ، ثم أمام انبي ببورسعيد بهدفين لكل منهما.
ويختتم الفريق الموسم في المركز التاسع برصيد 34 نقطة ، من الفوز بسبع مباريات والتعادل في ثلاثة عشر والهزيمة في عشر مباريات ، محرزًا تسعة وعشرين هدفًا ، فيما تلقت شباكه اثنين وثلاثين هدفا ، وتصدر أحمد جلال قائمة هدافي المصري برصيد سبعة أهداف ، يليه ابراهيم الهلالي برصيد أربعة أهداف ، محمد فهيم بثلاثة أهداف ، يليهم أكوتي وعمرو بسيوني وايفوسا وايهاب المحص برصيد هدفين لكل منهم ، ثم إكرامي ابراهيم ، محمد عاشور الأدهم ، محمد الجباس ، محمد الحديدي، نبيل الميساوي ، أسامة عزب ، وأحمد السيد لاعب الأهلي في مرماه ولكل منهم هدف وحيد.
ويكون هذا الموسم بداية لمشوار حسام حسن التدريبي بفضل الراحل السيد متولي الذي أقدم على قرار لا يقدر على تحمل تبعاته إلا هو ، ليُسدل الستار على ذاك الموسم ويبدأ المصري الاستعداد لبدء موسم اخر تحت قيادة العميد وهو ما سيكون محور حديثنا في القصل المقبل بمشيئة الله تعالى.
يتبع