كنا قد وصلنا خلال قراءتنا بدفتر ذكريات النادي المصري لصيف العام 2005 والذي شهد وصول المصري للدور نصف النهائي من بطولة كأس مصر وخروجه على يد الاتحاد السكندري بعد ماراثون طويل من ركلات الترجيح.
في تلك الفترة، فتح المصري خزائنه المليئة بعائد بيع صفقة الغاني أكوتي منساه إلى الأهلي ،هذا العائد الذي قدره البعض بإجمالي أحد عشر مليون جنيه مصري.
الصفقة لم تتوقف عند انتقال أكوتي للأهلي فقط ، بل كانت بوابة لحصول المصري على خدمات الدولي السابق خالد بيبو مهاجم الأهلي والناشئ محمد عاشور الأدهم لاعب خط وسط الأهلي والذي كان قد انتقل إليه من ناشئي نادي المريخ البورسعيدي.
المصري استطاع الحصول أيضًا على خدمات المهاجم محمد فضل العائد من تجربة احتراف بالكويت ، وكذلك الدولي السابق هاني سعيد العائد من تجربة احتراف طويلة بإيطاليا وبلجيكا ، بالإضافة إلى الدولي السابق أيضًا هيثم فاروق من صفوف الترسانة .
كما نجح المصري في الحصول على خدمات محمد صلاح الظهير الأيسر لمنتخب مصر للشباب القادم من فريق الأوليمبي السكندري والمهاجم كريم عادل عبد الفتاح ناشئ الأهلي السابق ومحمد جنيدي لاعب فريق الجندي بالاسماعيلية وهداف دوري الدرجة الثانية آنذاك.
في المقابل خسر الفريق جهود حارسه الدولي نادر السيد الذي انتقل إلى الأهلي في صفقة انتقال حر ، والغاني أكوتي منساه بالإضافة إلى أحمد زغلول وأحمد حسن ومحمود عبد الرازق وغيرهم من اللاعبين.
بدأ الفريق فترة إعداده بملعب الرباط والأنوار تحت قيادة الكابن حسام غويبة وسط الألاف من جماهير المصري التي كانت تطمح أن يكون ذاك الموسم أفضل من سابقه ، ثم يتوجه الفريق إلى الأكاديمية البحرية بالاسكندرية لخوض المرحلة الثانية من فترة الإعداد.
المرحلة الثانية من فترة الإعداد شهدت الإعلان عن تعاقد المصري مع الألماني المخضرم أوتوفيستر صاحب الثمانية وستين عامًا والذي يمتلك خبرة كبيرة بالكرة المصرية بعدما قاد الزمالك لتحقيق العديد من البطولات المحلية والقارية خلال الفترة من عام 1999 وحتى عام 2002.
عقب نهاية المرحلة الثانية من فترة الإعداد يُلبي المصري الدعوة المقدمة إليه من نادي الوحدات الأردني لخوض عدد من المباريات الودية هناك ، فيسافر الفريق ببعثة كبيرة حظيت بحفاوة بالغة ليس من مسئولي الوحدات الأردني فقط ، بل من الراحل القدير الكابتن محمود الجوهري المدير الفني للمنتخب الأردني آنذاك ، والكابتن محمد عمر المدير الفني المصري لفريق الوحدات.
خاض المصري مباراتين وديتين هناك أمام كل من الوحدات والبقعة ، ولم يظهر خلالهما المصري بمستوى طيب ، ليقرر الراحل الأستاذ السيد متولي عدم السفر إلى سوريا لخوض عدد من المباريات الودية كما كان مقررًا من قبل، مفضلًا العودة إلى مصر والانتظام في معسكر مغلق بالقرية الأوليمبية بالاسماعيلية حتى موعد انطلاق الدوري.
يبدأ الفريق مشواره بالدوري بالتعادل خارج ملعبه مع حرس الحدود بدون أهداف ، قبل أن يخسر أمام الاسماعيلي بالاسماعيلية بهدف للاشئ ، ثم يحقق الفريق فوزه الأول خارج ملعبه على الكروم بثلاثة أهداف سجلهم حسام حسن وابراهيم حسن وأحمد حافظ مقابل هدفين.
المباراة الأولى للفريق ببورسعيد وهي مباراة الجولة الرابعة شهدت تعادلًا مخيبًا للأمال أمام أسمنت أسيوط بدون أهداف.
خلال تلك الفترة فَضَل خالد بيبو مهاجم الفريق فسخ عقده بالتراضي مع المصري ، نتيجة لاحساسه بعدم التوفيق الذي لازمه في مباريات عديدة.
ويتلقى الفريق الخسارة الثانية أمام مضيفه غزل المحلة بهدفين للاشئ ، ثم يتلقى الفريق خسارته الثالثة أم ضيفه انبي بهدف للاشئ.
الهزائم المتتالية وتوقف رصيد الفريق عند خمس نقاط من ست مباريات أثار غضب جماهير المصري وكذلك مجلس ادارة النادي المصري برئاسة الأستاذ السيد متولي الذي كان يخوض آنذاك انتخابات مجلس الشعب بدائرة قسم المناخ ببورسعيد عن الدورة من (2005 – 2010) ، لذا لم يجد متولي مفرًا من اقالة الألماني أوتوفيستر والتعاقد مع مدير فني جديد لانقاذ ما يمكن انقاذه.
وبالفعل يتعاقد المصري مع المقدوني جوكيكا هادجيفسكي “جاكو” لقيادة الفريق بمعاونة من الكابتن عبد الله درويش والكابتن محمد عبد النعيم ، فيستغل “جاكو” تأجيل مباراة الجولة السابعة مع الأهلي ، لشحذ همم اللاعبين والتعرف على قدراتهم أكثر وأكثر ، فينجح الفريق في تحقيق فوزه الثاني بالدوري والذي جاء على حساب ضيفه الجيش بهدف للاشئ سجله محمد فضل.
ولم يستمر التفاؤل كثيرًا ، حيث تعادل المصري في الجولة التالية مع ضيفه الألومنيوم سلبيًا ، قبل أن يخسر المصري في مباراته المؤجلة أمام مضيفه الأهلي بهدفين للاشئ ، ثم يخسر المصري أيضًا أمام مضيفه الاتحاد السكندري بهدفين مقابل هدف سجله عمرو الصفتي.
الخسارة أمام الاتحاد السكندري دفعت مجلس ادارة المصري للاطاحة بالمقدوني جاكو والذي حقق 4 نقاط فقط من 4 مباريات ليتوقف رصيد الفريق عند تسع نقاط من عشر مباريات.
ويعود متولي للبحث في دفاتره القديمة فلم يجد أفضل من محمد صلاح لتولي قيادة المصري ومعه الكابتن علي السعيد خاصًة وأنهما على دراية كبيرة بالفريق ، فيقود صلاح مباراة الجولة الحادية عشر أمام أسمنت السويس ببورسعيد وهي المباراة التي انتهت بالتعادل الايجابي بهدفين لكل فريق وسجل هدفي المصري محمد فضل.
أما مباراة الجولة الثانية عشر والتي جمعت المصري بمضيفه المقاولون العرب فقد سببت صدمة كبيرة لجماهير المصري بعد الخسارة الكبيرة بخمسة أهداف مقابل هدفين سجلهما محمد ذكري ومحمد فضل ، الهزيمة تسببت في تذيل المصري لجدول المسابقة برصيد عشر نقاط فقط ، والعديد من الأصوات داخل الجمعية العمومية طالبت بسحب الثقة من مجلس الإدارة الذي شهد خلافات عديدة داخله أدت إلى استقالة يونس سليم الذي كان يشغل منصب الوكيل ، فيما قرر مجلس الإدارة ايقاف الثلاثي ابراهيم حسن وسمير كمونة وهيثم فاروق لانقطاعهم عن التدريبات.
مباراة الجولة الثالثة عشر والأخيرة بالدور الأول أمام الزمالك كانت الفرصة الأخيرة أمام الجميع لتصحيح الأوضاع ، خاصةً وأن الدوري سيتوقف بعدها لما يقرب من شهرين كاملين لاتاحة الفرصة أمام المنتخب الوطني للاستعداد لبطولة الأمم الأفريقية التي تستضيفها مصر خلال الفترة من 20 يناير وحتى 10 فبراير من العام 2006.
مباراة الجولة الثالثة عشر والتي جمعت بين المصري تحت قيادة محمد صلاح وضيفه الزمالك تحت قيادة فاروق جعفر، شهدت تقدم الزمالك بهدف مبكر سجله مصطفى جعفر لاعب المصري الأسبق الذي أطاح به فاروق جعفر من قائمة المصري قبل عام ، لينتقل إلى بلدية المحلة ومنه إلى الزمالك ، المصري نجح في التعادل قبل نهاية الشوط الأول عن طريق قائده حسام حسن ، ثم يستغل المصري النقص العددي في صفوف الزمالك نتيجة طرد لاعبه الغاني جونيور فينجح في اضافة هدفين في الشوط الثاني عن طريق كريم ذكري ومحمد عاشور الأدهم لتتفجر فرحة جماهير المصري التي تنفست الصعداء بهذا العرض القوي الذي أعطى بارقة أمل للفريق قبل بدء فترة التوقف.
مكاسب المصري لم تتوقف عند الفوز فقط ، بل امتدت لتشمل استدعاء قائده حسام حسن للانضمام لمعسكر المنتخب الوطني استعدادًا لبطولة الأمم الأفريقية التي أقيمت بمصر وهي البطولة التي سجل فيها حسام حسن هدفه الدولي الأخير في شباك منتخب الكونغو ، ليس هذا فحسب بل نجح في قيادة المنتخب للتتويج بكأس البطولة للمرة الخامسة في تاريخه.
وخلال فترة الانتقالات الشتوية ينجح المصري في التعاقد مع صفقتين جديدتين لتدعيم صفوفه وكانت البداية بالمهاجم الدولي الأغندي جيفري ماسا والذي تم التعاقد معه بترشيح من الكابتن علاء مرسي ابن المصري الذي كان يتولى تدريب المنتخب الأوغندي آنذاك ، كما تعاقد المصري مع المخضرم أحمد فرغلي لاعب بلدية المحلة والمنصورة.
وتتأجل مباراة المصري وحرس الحدود بالجولة الرابعة عشر من الدوري ، ليستضيف شقيقه فريق الاسماعيلي في مباراة الجولة الخامسة عشر وهي المباراة التي خسرها المصري في دقائقها الأخيرة بهدفين لهدف سجله محمد فضل ، قبل أن ينجح الفريق في الفوز على الكروم ببورسعيد بهدفين للاشئ لحسام حسن ومحمد ذكري ، ثم يتعادل الفريق خارج ملعبه أمام أسمنت أسيوط بهدف لكل فريق وسجل للمصري ناشئه عمرو بسيوني لاعب منتخب الشباب.
ويحقق الفريق فوزه الأكبر ذاك الموسم على حساب غزل المحلة بخمسة أهداف نظيفة وحملت الأهداف توقيع حسام حسن ، وهدفين لكل من الثنائي صلاح مارادونا ومحمد ذكري ، ثم يخسر المصري في الجولة التالية أمام انبي بثلاثية نظيفة ، قبل أن يعاود الفريق الخسارة ولكنها هذه المرة أمام الأهلي بهدفين للاشئ ، ويتعادل الفريق في الجولة التالية أمام مضيفه طلائع الجيش بهدف لكل فريق وسجل هدف المصري لاعبه صلاح مارادونا ، وهي النتيجة ذاتها التي انتهت بها المباراة المؤجلة أمام حرس الحدود والتي اقيمت ببورسعيد وشهدت احتجاجات عديدة من جماهير المصري على حكم المباراة شريف رشوان ، وكان أسامة رجب هو صاحب هدف المصري في تلك المباراة.
وتستمر نتائج المصري في التراجع فيخسر أمام الألومنيوم بهدف للاشئ.
ويتوقف الدوري لفترة لخوض مباريات دور الـ 32 من بطولة كأس مصر ، وينجح المصري في عبور هذا الدور بفوزه على الرباط والأنوار بثلاثة أهداف سجلها محمد ذكري وهاني سعيد ومحمد عاشور الأدهم صاحب أجمل أهداف البطولة مقابل هدف ، ليصعد المصري لدور الـ 16 لملاقاة الترسانة.
ويعود الفريق لمشواره بالدوري فيحقق فوزًا غاليًا على ضيفه الاتحاد السكندري بهدف لحسام حسن ، ثم يخسر المصري أمام أسمنت السويس على ملعبه بهدف للاشئ ، وهي المباراة التي غاب بعدها حسام حسن عن صفوف المصري الذي خاض في الأسبوع التالي مباراة مصيرية أمام المقاولون العرب والتي حضرها أكثر من 35 ألف مشجع بعدما تم فتح المدرجات مجانًا للجماهير واستمرت الجماهير على مؤازرتها للفريق رغم استمرار التعادل السلبي حتى الدقائق الخمس الأخيرة التي شهدت احراز المصري لهدفين متتاليين عن طريق محمد فضل وكان الهدف الأول منهما من ركلة جزاء احتسبها حكم المباراة سمير محمود عثمان ، لتشتعل فرحة جماهير المصري بضمان الفريق للبقاء بالدوري قبل المباراة الأخيرة بالدوري أمام مضيفه الزمالك وهي المباراة التي أقيمت على ستاد الكلية الحربية وانتهت بفوز المصري بهدف للاشئ سجله محمد ذكري.
ويُسدل الستار على موسم عصيب أنهاه الفريق في المركز الثامن برصيد 31 نقطة جمعها من الفوز في 8 مباريات والتعادل في 7 مباريات والهزيمة في 11 مباراة ، محرزًا 27 هدف ، بينما تلقت شباكه 31 هدف ، وتصدر محمد فضل قائمة هدافي المصري برصيد سبعة أهداف ، يليه محمد ذكري وحسام حسن برصيد خمسة أهداف لكل منهما ، يجئ بعدهما صلاح مارادونا برصيد ثلاثة أهداف ، بينما أحرز هدفًا واحدًا كل من أحمد حافظ وعمرو بسيوني وعمرو الصفتي وكريم ذكري وابراهيم حسن ومحمد عاشور الأدهم وأسامة رجب.
وعقب نهاية الدوري يتخطى المصري دور الـ 16 من بطولة كأس مصر بالفوز على الترسانة بهدفين لكريم ذكري مقابل هدف ، قبل أن يودع المصري البطولة من دور الثمانية بالهزيمة أمام مضيفه حرس الحدود بهدفين مقابل هدف وحيد سجله عبد الله رجب ، لينتهي الموسم برمته ويبدأ الفريق الاستعداد لخوض مرحلة جديدة ستكون محور حديثنا في الفصل المقبل بمشيئة الله تعالي.
يُتبع