كنا قد وصلنا في قراءتنا بدفتر ذكريات النادي المصري إلى صيف العام 2004 ، هذا الصيف الذي جاء مليئًا بالمفاجأت لجماهير المصري.
الراحل العظيم السيد متولي رئيس مجلس إدارة النادي المصري آنذاك نجح في عقد العديد من الصفقات التاريخية التي جعلت الجميع يؤكد أن المصري قد أصبح لديه حقًا فريقًا للأحلام.
البداية كانت التعاقد مع التوأم حسام حسن وابراهيم حسن وهما من أبرز نجوم الكرة المصرية على مدار تاريخها ، حفل التوقيع للتوأم أقيم بأحد الفنادق الكبرى ببورسعيد بحضور عدد من القيادات السياسية والشعبية والتنفيذية ببورسعيد ، وعقب حفل التوقيع انتقل الجميع للاستاد الذي احتشد بالألاف للترحيب بالتوأم التاريخي للكرة المصرية.
صفقات المصري لم تقف عند هذا الحد فقد تعاقد المصري مع الدولي نادر السيد حارس مرمى الاتحاد السكندري آنذاك وزميله المدافع الدولي السابق سمير كمونة القادم من زعيم الثغر أيضًا ، بالإضافة إلى محمد عمارة الظهير الأيسر القادم من النادي الأهلي.
جُعبة صفقات المصري كان بها العديد من الصفقات أيضًا ، فقد تم التعاقد مع الثنائي أحمد حسن وأحمد زغلول من الترسانة ، محمود عبد الرازق وأيمن مشالي من بلدية المحلة ، أسامة رجب من أسوان ، وليد أنور من الزمالك ، ساليو كوبلاه من الرباط والأنوار.
في المقابل رحل عن الفريق عدد من النجوم ومنهم وليد أبو العلا ومصطفى جعفر وهاني كامل وياسر الكناني وياسر محمد ومحمد خيري ،فيما أعلن ابراهيم المصري نجم القلعة الخضراء اعتزاله ليتم تنظيم مهرجان اعتزاله والذي جمع بين المصري وفريق التضامن الكويتي على الاستاد.
بدأ المصري موسمه تحت قيادة الكابتن فاروق جعفر المستمر من الموسم السابق بالتعادل مع انبي ببورسعيد بهدف لكل فريق ، حيث سجل المصري هدف السبق الذي أحرزه أكوتي والذي لم يكن كافيًا لاسعاد الجماهير التي جاءت لمؤازرة فريق الأحلام في أولى مبارياته بغية الفوز ، لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن.
نتيجة التعادل السلبي فرضت نفسها على مباراة المصري بالجولة الثانية من الدوري والتي جمعت المصري بمضيفه الوافد الجديد على الدوري طلائع الجيش ، فيما جاء الفوز الأول للمصري بملعبه على حساب حرس الحدود بثلاثة أهداف مقابل هدف وكان نصيب أحمد حافظ منهم هدفين ، فيما كان الثالث من نصيب سمير كمونة ، بينما تلقى المصري خسارته الأولى خارج ملعبه أمام الاسماعيلي بهدفين لهدف.
وفي مباراة الأسبوع الخامس تلقى المصري خسارته الثانية على التوالي أمام الأهلي ببورسعيد بهدفين للاشئ ، في أمسية رمضانية يتذكرها مشجعي المصري الذين حضروا المباراة بالاستاد وذلك لأنه تم قبل انطلاقها تسجيل عدد من مشاهد فيلم “أبو العربي” بطولة الفنان هاني رمزي والراحل طلعت زكريا.
النتائج المتراجعة لفريق المصري سببت حزنًا كبيرًا لجماهير المصري الذين كانوا يأملون في المنافسة على لقب الدوري بعد “الميركاتو الأسطوري ” الذي أجراه الفريق في فترة الانتقالات الصيفية ، والشعور بالحزن امتد لمجلس ادارة النادي المصري برئاسة الراحل العظيم السيد متولي.
الجولة السادسة من الدوري شهدت تعادل المصري خارج ملعبه مع أسمنت السويس بهدف لكل فريق ، وعلاء ابراهيم كان صاحب هدف التقدم للمصري وهو بالمناسبة آخر أهدافه مع المصري حيث انتقل عقب ذلك إلى نادي الوحدات الأردني.
تحقيق الفريق لـ 6 نقاط فقط من أصل 18 نقطة ، دفعت الكابتن فاروق جعفر المدير الفني للفريق لتقديم استقالته ، وكان تعاقد مجلس ادارة النادي المصري سريعًا مع الكابتن محمد صلاح لقيادة الفريق الذي قدم مباراة قوية بالجولة السابعة أمام الترسانة ببورسعيد ولكن النتيجة جاءت سلبية بعد اهدار لاعبي المصري لكم كبير من الفرص.
وتجئ الجولة الثامنة بالفرج ، فقد حقق المصري فوزًا كبيرًا على المنصورة بملعبها برباعية نظيفة ، الفرحة الأكبر كانت في احراز العميد حسام حسن لهدفين دفعة واحدة ليكونا باكورة أهدافه مع المصري ، فيما سجل الهدفين الاخرين الغاني ساليو.
أما الجولة التاسعة فقد شهدت واحدة من أغرب المباريات التي أقيمت على ستاد المصري ، المباراة جمعت بين المصري وضيفه الاتحاد السكندري ، تقدم العميد حسام حسن بهدف مبكر للمصري في الدقيقة الثانية ، ليقدم بعدها المصري واحدة من أفضل مبارياته لسنوات ، سيطرة غير طبيعية على مجريات المباراة ، وصول لمرمى الاتحاد كل دقيقة وسط صيحات الجماهير التي استفاقت على هدف يسكن شباك المصري في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدلًا من الضائع للشوط الثاني ، الراحل السيد متولي احتج كثيرًا على حكم المباراة عطا الله مبروك لقراره المفاجئ باستئناف اللعب في كرة الهدف التي سكنت شباك المصري.
ويخسر المصري مباراة الجولة العاشرة أمام مضيفه غزل المحلة بهدف للاشئ.
في تلك الفترة خاض المصري دور الـ 32 من بطولة كأس مصر والتي جمعته بضيفه فريق دمنهور – أحد أندية الدرجة الثانية – وهي المباراة التي انتهت بعد الوقت الاضافي بفوز المصري بهدفين سجلهما حسام عبد العال مقابل هدف لدمنهور ، ليصعد المصري إلى دور الـ 16 ويلاقي بلدية المحلة في مباراة تاريخية ما زالت في ذاكرة مشجعي المصري الذي تأخر خلال الشوط الأول بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد سجله حسام حسن ، وفي الشوط الثاني يقلب المصري الأوضاع تمامًا ويسجل ثلاثة أهداف متتالية عن طريق العميد حسام حسن ومن بعده كريم ذكري وأحمد حافظ ، لتنتهي المباراة بفوز المصري بأربعة أهداف مقابل ثلاثة وسط فرحة الألاف من جماهير المصري التي زحفت إلى المحلة الكبرى.
وبعد خمسة أيام فقط من موقعة الكأس ، يذهب المصري مرة أخرى إلى المحلة لملاقاة البلدية مرة أخرى ولكن هذه المرة في الجولة الحادية عشر من الدوري ورغم المقاومة الشديدة من جانب لاعبي البلدية ، ينجح المصري في تكرار فوزه بهدفين للاشئ سجلهما كريم ذكري وأكوتي منساه.
وتشهد مباراة الجولة الثانية عشر من الدوري تعادل المصري مع ضيفه الزمالك بهدف لكل فريق ، حيث سجل للمصري حسام حسن ، وكان التعادل الايجابي بهدف لكل فريق هو نتيجة المباراة الأخيرة للمصري بالدور الأول والتي جمعت المصري بمضيفه أسمنت أسيوط وكان أحمد حافظ هو صاحب هدف المصري.
المصري أنهى الدور الأول وهو في جعبته 16 نقطة من الفوز في 3 مباريات والتعادل في 7 مباريات والهزيمة في 3 مباريات ، محرزًا 15 هدف ، وتلقت شباكه 11 هدف.
الجولة الرابعة عشر شهدت خسارة للمصري خارج ملعبه أمام انبي بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد سجله الناشئ السيد العتباني ، فيما حقق المصري في الجولة التالية فوزًا كبيرًا على حساب ضيفه طلائع الجيش برباعية نظيفة وكانت الأهداف من نصيب العميد حسام حسن “هدفين” ، فيما أحرز الغاني ساليو وسمير كمونة الهدفين الاخرين.
في خلال فترة الانتقالات الشتوية لذاك الموسم يدعم المصري صفوفه بأسامة السيد الظهير الأيمن للمريخ البورسعيدي والذي قدم مستوى متميز وكان محط أنظار العديد من الأندية التي أرادت التعاقد معه ، إلا أن رغبة اللاعب وجدية ادارة المصري دفعت باللاعب الى القلعة الخضراء.
وتشهد الجولة السادسة عشر خسارة غير مستحقة للمصري أمام مضيفه حرس الحدود بهدف للاشئ جاء في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلًا من الضائع من الشوط الثاني ، ليتعادل المصري في الجولة التالية أمام الاسماعيلي بدون أهداف.
ونصل للجولة الثامنة عشر والتي شهدت مباراة المصري ومضيفه الأهلي والتي أقيمت على الكلية الحربية في الحادي والعشرين من يناير عام 2005 “ثاني أيام عيد الأضحى” وسط جماهير أهلاوية كبيرة انتطرت أن ترى فريقها وهو يواصل مسيرة تحطيمه للأرقام القياسية بتحقيق أكبر عدد من الفوز في المباريات المتتالية بالدوري ، حيث حقق الأهلى قبل تلك المباراة الفوز في 21 مباراة متتالية بالدوري ، ولكن المصري استطاع أن يوقف مسيرة انتصارات الأهلي المتتالية بالتعادل معه بدون أهداف بعد مباراة كان بطلها الأوحد نادر السيد حارس مرمى المصري الذي قدم مباراة كبيرة ومعه خط دفاع المصري الذي تحمل عبء المباراة بالكامل.
التعادل مع الأهلي أعطى دفعة معنوية للاعبي المصري الذين نجحوا في الفوز على أسمنت السويس ببورسعيد بثلاثة أهداف لمحمد ذكري وأكوتي منساه وحسام حسن مقابل هدف وحيد للأسمنت ، ويواصل المصري مسيرة الانتصارات فيفوز خارج ملعبه على الترسانة بهدفين لصلاح مارادونا والغاني أكوتي الذي أصبح محط أنظار الجميع بعد المستوى المتميز الذي قدمه على مدار الموسم.
ويحقق المصري فوزه الثالث على التوالي على حساب المنصورة بهدف لناشئه السيد العتباني ، قبل أن تتوقف مسيرة انتصارات المصري بالهزيمة أمام الاتحاد بهدف للاشئ ، ثم يتعادل المصري مع المحلة ببورسعيد بهدف لكل فريق ، وسجل هدف المصري حسام حسن ،بعدها يتلقى المصري خسارة مفاجئة أمام بلدية المحلة ببورسعيد بهدفين لهدف وكان حسام حسن أيضًا هو صاحب الهدف.
ويتوقف الدوري لفترة لخوض مباريات ذهاب دور الثمانية من بطولة كأس مصر ، حيث التقى المصري بملعبه مع الزمالك في مباراة انتهت بفوز المصري بهدفين سجلهما حسام حسن وسمير كمونة ، مقابل هدف للزمالك.
محمد السيد حكم المباراة ، كتب تقريرًا ادعى فيه تعرضه للاعتداء من جانب الراحل السيد متولي رئيس النادي المصري آنذاك ، اتحاد الكرة رفع الأمر إلى المجلس القومي للرياضة لفرض العقوبة المناسبة على السيد متولي ، فيقرر المجلس القومي للرياضة بعد مداولات عديدة ، طرح الثقة في استمرار السيد متولي رئيسًا للنادي المصري أمام الجمعية العمومية للنادي المصري ، والتي قررت في مطلع يونيو من العام 2005 تجديد ثقتها في السيد متولي مرة أخرى لاستكمال مسيرته مع المصري.
عقب مباراة الذهاب بكأس مصر ، يلتقي المصري في مباراة الجولة الخامسة والعشرين من الدوري مع مضيفه الزمالك على الكلية الحربية وهي المباراة التي انتهت بالتعادل الايجابي بهدف لكل فريق ، قبل أربعة أيام فقط من مباراة إياب دور الثمانية التي أقيمت على نفس الملعب وانتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق ، حيث نجح المصري في قلب تأخره بهدفين إلى التعادل بهدفين سجلهما محمد ذكري وصلاح مارادونا ، قبل أن يهدر حسام حسن فرصة احراز الفوز باهداره لركلة جزاء احتسبها حكم المباراة في الدقائق الأخيرة.
وتجئ المباراة الأخيرة للمصري فيخسر على ملعبه أمام أسمنت أسيوط بهدف نظيف ، ليختتم المصري الموسم في المركز السابع برصيد 32 نقطة من الفوز في 7 مباريات ، والتعادل في 11 مباراة ، والهزيمة في 8 مباريات ، محرزًا 29 هدفًا ، بينما تلقت شباكه 22 هدف “ثاني أقوى دفاع في الدوري بعد الأهلي”.
وتصدر العميد حسام حسن قائمة هدافي المصري بالدوري محرزًا عشرة أهداف وضعته في المركز الثالث في قائمة هدافي المسابقة ، تلاه أكوتي منساه برصيد أربعة أهداف ، ثم أحمد حافظ والغاني ساليو ولكل منهما ثلاثة أهداف ، ثم السيد العتباني وسمير كمونة ولكل منهما هدفين ، فيما سجل علاء ابراهيم وكريم ذكري ومحمد ذكري وصلاح مارادونا وريتشارد جاستن لاعب الاسماعيلي في مرماه باقي أهداف المصري بالموسم.
ويعود المصري لاستئناف مبارياته بكأس مصر ، بملاقاة الاتحاد السكندري في الدور نصف النهائي ، مباراة الذهاب أقيمت ببورسعيد وانتهت بالتعادل السلبي بدون أهداف وهي نفس النتيجة التي انتهت بها مباراة العودة التي أقيمت على ستاد الاسكندرية وسط أكثر من سبعة ألاف مشجع بورسعيدي زحفوا خلف فريقهم ، واحتبست أنفاسهم خلال ركلات الترجيح التي بلغ عددها 22 ركلة ترجيح بواقع 11 لكل فريق ، وانتهت ركلات الترجيح الماراثونية بفوز الاتحاد بثمانية أهداف مقابل سبعة ، ليخرج المصري من البطولة بشرف.
وتشهد الفترة التي تلت ختام الموسم ، موافقة المصري على انتقال نجمه أكوتي منساه للأهلي في صفقة تاريخية كانت الأغلى في كرة القدم المصرية حتى ذاك الموسم ، وهي التي أسهمت في شراء عدد كبير من النجوم استعدادًا للموسم التالي الذي سيكون محور حديثنا بالفصل المقبل بمشيئة الله تعالى.
يُتبع