كنا قد وصلنا في قراءتنا بدفتر ذكريات النادي المصري إلى صيف العام 2003 ، وشهدت تلك الفترة مفاجأة كبيرة بفصل محكمة القضاء الإداري بالإسماعيلية في الدعوى المقدمة من الأستاذ السعيد الشخطور المرشح على منصب أمين الصندوق في انتخابات مجلس إدارة النادي المصري التي أقيمت في السادس من سبتمبر 2002 ، والتي طالب من خلالها بوقف تنفيذ قرار إعلان نتيجة الانتخابات وما يترتب عليه من أثار وذلك للعديد من الأخطاء التي شابت العملية الانتخابية ، حيث قضت المحكمة بقبول الدعوى ووقف تنفيذ قرار إعلان نتيجة الانتخابات ، وهو الأمر الذي دفع بالجهة الإدارية لحل مجلس إدارة النادي المنتخب بعد أقل من سنة على انتخابه.
وعلى الفور تم تعيين مجلس إدارة جديد للنادي المصري لمدة عام ، على أن يتم بعد ذلك الدعوة لعقد انتخابات جديدة ، المجلس تكون من الراحل السيد متولي رئيسًا ، يونس سليم وكيلًا ، عاطف مبروك أمينًا للصندوق ، الراحل مصطفى الشناوي سكرتيرًا عامًا ، والأعضاء محمد بلال ، علي فرج الله ، محمد غويبة ، علي الفقي ، محمد طه ، وقد تقدم الراحل مصطفى الشناوي فيما بعد باستقالته من منصبه كسكرتير عام للنادي ليتم تعيين الراحل عوض الحارتي مديرًا تنفيذيًا للنادي المصري ، قبل أن يتقدم الكابتن مصطفى الشناوي باستقالته من المجلس نهائيًا.
هذا على الصعيد الإداري ، أما على الصعيد الفني فقد استمر الكابتن محمد رمضان في منصبه كمدير للكرة ، فيما استقر مجلس إدارة النادي المصري على تعيين المجري بيرتي بيشكي مديرًا فنيًا للمصري ، وهو الذي سبق له تولي تدريب المصري في نهاية موسم 1994/1993.
وبدأت محاولات تدعيم الفريق استعدادًا للموسم الجديد لتدعيم النقص الناتج عن رحيل عدد كبير من النجوم أمثال ابراهيم المصري وسيف داود وايهاب جلال ومحمد شوقي وغيرهم من النجوم.
محاولات تدعيم الفريق أسفرت عن التعاقد مع علاء ابراهيم مهاجم الأهلي ، محمد خيري لاعب خط وسط الاتحاد السكندري ، صلاح مارادونا لاعب خط وسط جولدي ، أحمد حافظ لاعب خط وسط المريخ البورسعيدي ، الغاني أكوتي منساه لاعب خط وسط السويس ، عرفة عباس ظهير أيمن جولدي.
بدأ المصري الموسم بالفوز خارج ملعبه على الكروم بهدف للاشئ ، قبل أن يفوز على أسوان ببورسعيد بنفس النتيجة ، فيما تلقى الفريق خسارته الأولى أمام الاسماعيلي بملعبه بهدفين لهدف ، ليعود المصري إلى مسيرة الانتصارات سريعًا ويفوز بملعبه على بلدية المحلة بثلاثة أهداف مقابل هدف ، وهي نفس النتيجة التي خسر بها الفريق أمام مضيفه النادي الأهلي ، ويتعادل المصري على ملعبه مع انبي بدون أهداف ، قبل أن يفوز بملعبه على القناة بثلاثية نظيفة ، ويتلقى المصري خسارته الثالثة أمام مضيفه الاتحاد السكندري بهدفين للاشئ ، ثم تجئ الخسارة الرابعة بالدوري والثانية على التوالي أمام حرس الحدود بهدفين مقابل هدف.
النتائج السيئة للفريق مع بيرتي بيشكي دفعت مجلس ادارة المصري لانهاء التعاقد معه ، ليرحل ومعه الكابتن محمد رمضان ، ثم بدأ المجلس التفكير في بديل أخر فكان اللجوء للكابتن فاروق جعفر والذي كان قد تولي الإدارة الفنية للمصري من قبل خلال موسم 1995/1994.
وبعد أيام من تولي فاروق جعفر للمسئولية خسر المصري مباراة غزل المحلة بالجولة العاشرة بهدف للاشئ، ليتوقف بعدها الدوري لاتاحة الفرصة أمام المنتخب الوطني للاستعداد لبطولة الأمم الأفريقية التي أقيمت بتونس خلال الفترة من 24 يناير وحتى 14 فبراير عام 2004.
ومع مطلع يناير من العام 2004 ، يتم ولأول مرة تطبيق فترة الانتقالات الشتوية لأندية الدوري العام ، المصري استغل تلك الفترة في التعاقد مع الثنائي حسام عبد المنعم مدافع الزمالك وزميله حسام عبد العال لاعب خط الوسط المنتقل للزمالك من غزل المحلة.
في تلك الأثناء تم خوض دور الـ 32 لبطولة كأس مصر ، حيث تخطى المصري هذا الدور بالفوز على فريق نبروه – أحد أندية الدرجة الثانية – بهدف للاشئ ، ليستأنف المصري مبارياته بالدوري بملاقاة الزمالك ببورسعيد في الجولة الحادية عشر وهي التي انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق ، قبل أن يتلقى المصري خسارته السادسة بالدوري أمام المنصورة بهدفين لهدف ، فيما اختتم المصري مباريات الدور الأول بالفوز بملعبه على الترسانة بهدف للاشئ.
المصري في ختام الدور الأول نجح في جمع 17 نقطة من الفوز في خمس مباريات والتعادل في مباراتين والهزيمة في ست مباريات ، محرزًا 14 هدفًا ، وتلقت شباكه 14 هدفًا أيضًا.
أما عن الدور الثاني فقد بدأ المصري بالفوز بملعبه على الكروم بهدفين للاشئ ، قبل الفوز على أسوان بملعبه بهدف للاشئ ، فيما تعادل الفريق بملعبه مع شقيقه الاسماعيلي بهدف لكل فريق.
وتجئ مباراة الجولة السابعة عشر بنتيجة صادمة لجماهير المصري بالخسارة بخمسة أهداف مقابل هدف أمام بلدية المحلة على ملعبها في مباراة شهدت العديد من الأخطاء التحكيمية التي أثارت الكثير من اللغط والتي تسببت في ثورة جماهيرية كبيرة.
اتحاد الكرة برئاسة عصام عبد المنعم وفي سابقة نادرة قرر عقب تلك المباراة اقامة مباراة المصري والأهلي بالجولة الثامنة عشر بدون جمهور ببورسعيد نتيجة لما أسماه بشغب جماهير المصري خارج ملعبها ، وهو القرار الذي احتج عليه مجلس ادارة النادي المصري لدى المحكمة الرياضية المصرية التي كان يرأسها أنذاك المستشار أحمد الزند – رئيس نادي طنطا آنذاك ، ووزير العدل فيما بعد.
اتحاد الكرة قرر تأجيل مباراة المصري والأهلي لحين الفصل في دعوى المصري أمام المحكمة الرياضية المصرية ، وأستانف المصري مبارياته بالتعادل مع انبي خارج ملعبه بهدف لكل فريق.
ويخوض المصري مباراة دور الـ 16 من بطولة كأس مصر أمام أسوان ببورسعيد وينجح المصري في الصعود لدور الثمانية بالفوز بأربعة أهداف مقابل هدفين ، ليستأنف الفريق مشواره بالدوري عقب ذلك ويحقق فوزًا كاسحًا خارج ملعبه على القناة بخمسة أهداف مقابل هدف ، قبل أن يتعادل المصري بملعبه مع الاتحاد السكندري بهدف لكل فريق وهي المباراة التي شهدت واقعة شهيرة وهي إعلان الراحل السيد متولي رئيس النادي المصري أثناء سير المباراة ومن خلال الإذاعة الداخلية للاستاد عن قرار المحكمة الرياضية بإقامة مباراة المصري والأهلي ببورسعيد بجمهور وهو القرار الذي أثار فرحة جماهير المصري ، وأثار غضب فاروق جعفر المدير الفني للمصري بداعي أن اللاعبين قد خرجوا عن تركيزهم خلال تلك الفترة وهو الأمر الذي تسبب في احراز الاتحاد لهدف التعادل الذي جاء عن طريق ركلة جزاء.
أما عن مباراة الأهلي فقد أقيمت في الحادي عشر من مايو من العام 2004 على ستاد المصري وانتهت بالتعادل بدون أهداف بعد عرض قوي من جانب لاعبي المصري ، الذي تعادل في الجولة التالية خارج ملعبه أمام حرس الحدود بهدفين لكل فريق ، قبل أن يتعادل الفريق مع المحلة ببورسعيد بهدف لكل فريق ، ثم يتلقى المصري خسارة جديدة أمام الزمالك بالقاهرة بهدفين مقابل هدف ، ليلعب المصري مباراة الدور ربع النهائي من بطولة كأس مصر أمام مضيفه الأهلي باستاد الكلية الحربية وسط زحف جماهيري كبير من أبناء بورسعيد ، المباراة انتهى وقتها الأصلي والاضافي بالتعادل بهدف لكل فريق بعد أن كان المصري متقدمًا بهدف للاشئ ، ليتم الاحتكام لركلات الترجيح التي أدارت ظهرها للمصري.
في تلك الأثناء أجريت انتخابات مجلس ادارة النادي المصري في الخامس والعشرين من يونيو عام 2004 ، وهي الانتخابات التي أسفرت عن فوز السيد متولي بمنصب الرئيس ، يونس سليم بمنصب الوكيل ، محمد جمال أبو عميرة بمنصب أمين الصندوق ، والأعضاء محمد غويبة ، عادل خير الله ، علي فرج الله ،علي الطرابيلي ، سعد نور ، وبعضوية مقعد الشباب فاز كل من تامر الحمزاوي وأحمد أبو العطا العريان ، فيما تم تعيين الأعضاء عاطف مبروك ، عصام الزهيري ، محمد بلال ، وتولى الراحل الكابتن عوض الحارتي منصب المدير التنفيذي للنادي.
ويعود المصري عقب ذلك إلى استئناف الدوري ويمنح الجهاز الفني الفرصة لناشئيه خلال المباراتين الأخيرتين فيخسر الفريق أمام المنصورة ببورسعيد بهدف للاشئ ، قبل أن يختتم الموسم بالخسارة أمام الترسانة بميت عقبة بهدفين مقابل هدف ، ويُنهي المصري موسمه في المركز الثامن برصيد 32 نقطة ، من الفوز في ثماني مباريات والتعادل في مثلها والهزيمة في عشر مباريات محرزًا 31 هدفًا ، ومتلقيًا في شباكه نفس العدد من الأهداف ، وتصدر علاء ابراهيم قائمة هدافي المصري بالدوري برصيد 10 أهداف وضعته في المركز الرابع بقائمة هدافي المسابقة ، فيما أحرز باقي أهداف المصري وليد أبو العلا (خمسة أهداف) ، أحمد حافظ وحسام عبد المنعم ومصطفى جعفر (ثلاثة أهداف لكل منهم) ، عبد الله رجب (هدفين) ، وهدف وحيد لكل من أحمد يوسف ، أكوتي منساه ، محمد خيري ، صلاح مارادونا ، ياسر محمد ، ليبدأ المصري الاستعداد للموسم التالي بمفاجأة كبيرة لجماهيره سنعلن عنها في الفصل المقبل بمشيئة الله تعالى.
يُتبع