كنا قد وصلنا لقراءتنا في دفتر ذكريات النادي المصري لصيف العام 2002 الذي كانت أجواء انتخابات النادي المصري المقرر اقامتها في السادس من سبتمبر من العام نفسه تفرض نفسها على الجميع.
في تلك الفترة وعقب نجاح أنور سلامة في البقاء بالمصري بعد عناء ضمن أندية الدوري الممتاز، قرر مجلس إدارة النادي المصري برئاسة الأستاذ عبد الوهاب قوطة توجيه الشكر لأنور سلامة والاستعانة بمحمد صلاح لتولي مسئولية الإدارة الفنية لفريق المصري الذي كان يستعد لخوض مباراة ذهاب دور الثمانية من النسخة الحادية عشر لبطولة الاتحاد الأفريقي أمام مضيفه فريق أديما بطل مدغشقر والمقرر اقامتها نهاية أغسطس من العام 2002.
أعلن عبد الوهاب قوطة رئيس مجلس إدارة النادي المصري آنذاك عدم نيته في الترشح على مقعد الرئاسة ، في المقابل جاءت الأنباء من ألبانيا لتعلن نية السيد متولي رئيس النادي المصري الأسبق في الترشح ، ليس هذا فحسب بل أعلن نيته دعم الفريق الأول بعدد من اللاعبين ، كما أعلن مبكرًا عن عدم رضاه عن تعيين محمد صلاح مديرًا فنيًا للمصري معلنًا دعمه لاستمرار أنور سلامة في منصبه.
في الحادي والعشرين من يوليو من عام 2002، تم إغلاق باب الترشح لانتخابات النادي المصري، واقتصر الترشح على منصب رئيس النادي المصري على الثنائي السيد متولي ومحمد لهيطة في تجربته الأولى ، هنا أيقن السيد متولي أنه قادم بنسبة كبيرة لرئاسة النادي المصري لذا فعليه تدعيم الفريق المقبل على خوض دور الثمانية من بطولة الاتحاد الأفريقي وكذلك بطولتي الدوري والكأس ، من هنا كان التعاقد مع كل من المدافع الدولي هاني كامل من غزل السويس والثنائي الحارس هلال هلال و المهاجم محمد محمود من المنصورة والحارس عمرو عبد السلام من جولدي وحسن موسى مهاجم القناة وكاظمة الكويتي.
بدأ المصري مشواره الأفريقي بالسفر إلى جنوب المحيط الهندي لملاقاة فريق أديما بطل مدغشقر في ذهاب دور الثمانية ، المصري حقق تحت قيادة مديره الفني محمد صلاح فوزًا اقترب به من الصعود للدور نصف النهائي ، الفوز جاء بنتيجة هدف واحد للاشئ سجله محمد شوقي.
عقب عودة المصري من مدغشقر مباشرة ، أجريت انتخابات مجلس ادارة النادي المصري والتي أسفرت عن فوز السيد متولي بمنصب الرئيس ، يونس سليم بمنصب الوكيل ، حسين الحارتي بمنصب أمين الصندوق ، وكل من محمد غويبة ، طلعت الصيفي ، محمود رسمي ، السيد العزبي ، علي فرج الله بمنصب عضوية المجلس ، فيما فاز محمد أبو سمرة ومروان ندا بمنصب عضوية الشباب.
وعقب إعلان فوز السيد متولي بمنصب الرئاسة ، طلب السيد متولي من محمد صلاح المدير الفني للفريق رحيله عن الفريق مع حصوله على الشرط الجزائي المُقدر بثلاثة أشهر من راتبه ، وهو ما حدث بالفعل ليتولى الكابتن أنور سلامة مهمة المدير الفني ويقود الفريق خلال مباراة العودة أمام أديما بطل مدغشقر والتي جرت ببورسعيد وأسفرت عن فوز المصري بهدفين للاشئ سجلهما وليد أبو العلا ومحمد ساهر ليصعد المصري بجدارة إلى الدور نصف النهائي لملاقاة شبيبة القبائل الجزائري حامل اللقب لموسمين متتاليين.
أما عن الموسم المحلي (2003/2002) ، فقد استهله المصري في الثالث والعشرين من سبتمبر بملاقاة الزمالك بالقاهرة في مباراة انتهت بخسارة المصري بثلاثية نظيفة ، ثم يتعادل المصري مع الترسانة ببورسعيد بهدف لكل فريق.
ويطوي المصري ملف الدوري مؤقتًا استعدادًا لملاقاة شبيبة القبائل الجزائري في ذهاب الدور نصف النهائي ببورسعيد في المباراة التي أقيمت في الرابع من أكتوبر عام 2002 ، المصري قدم عرضًا قويًا ونجح في الفوز بهدف للاشئ سجله قائده ابراهيم المصري في الدقيقة الأخيرة من اللقاء ، فوز أعطى المصري مزيدًا من الأمل قبل لقاء العودة بعد أسبوعين بالجزائر.
الفوز أعطى دفعة معنوية للاعبي المصري الذي نجح في تحقيق فوزه المحلي الأول خارج ملعبه على حساب أسوان بهدفين للاشئ ، ليسافر المصري إلى الجزائر وهو يأمل في تجاوز عقبة شبيبة القبائل هذا الفريق صعب المراس خاصًة على أرضه ووسط جماهيره ، المباراة أقيمت في أجواء مشحونة ، انتهى شوطها الأول بتقدم شبية القبائل بهدف للاشئ ، وفي الشوط الثاني ضغط الشبيبة بقوة وسط استبسال دفاعي من لاعبي المصري الذين حاولوا الخروج بالمباراة بتلك النتيجة ليتم الاحتكام لركلات الترجيح ، إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن ، فأحرز الشبيبة هدفه الثاني من ركلة جزاء احتج عليها مسئولي المصري كثيرًا دون جدوى ليخطف الشبية بطاقة التأهل الى الدور النهائي وينجح في الاحتفاظ باللقب الثالث بتغلبه فيما بعد على تونير ياوندي الكاميروني.
عاد المصري إلى مشواره المحلي وسط معنويات محطمة ، ورغم ذلك نجح الفريق في الفوز على بلدية المحلة بهدف للاشئ ، قبل التعادل مع الوافد الجديد انبي خارج الملعب بهدف لكل فريق ليتقدم الكابتن أنور سلامة باستقالته إلى مجلس إدارة النادي المصري.
لم يجد مجلس إدارة النادي المصري أفضل من الاعتماد على عبد الله درويش المدرب العام للفريق لتولي مسئولية الإدارة الفنية للفريق خلفًا لأنور سلامة ، فقاد عبد الله درويش مباراة المصري مع ضيفه الوافد الجديد حرس الحدود والتي انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق بعد عرض قوي من جانب لاعبي المصري الذي نجح في الأسبوع التالي في تحقيق الفوز خارج ملعبه على المنصورة بهدفين مقابل هدف,قبل أن يخسر المصري على ملعبه من الأهلي بثلاثة أهداف مقابل هدف في أمسية رمضانية ، ثم يتعادل المصري خارج ملعبه أمام المقاولون العرب بدون أهداف.
ويلجأ مجلس إدارة النادي المصري للحل الأجنبي لقيادة الفريق ، فيتم الاستعانة بجهود البوسني فؤاد ميزوفيتش لتولي مهام الإدارة الفنية ، وينجح الفريق مع ميزوفيتش في الفوز على جولدي ببورسعيد بهدف للاشئ.
ويتوقف الدوري لفترة يخوض خلالها المصري مباراة ودية ببورسعيد مع فريق الوداد البيضاوي المغربي المتوج بلقب بطولة أفريقيا للأندية أبطال الكئوس وذلك احتفالًا بالذكرى السادسة والأربعين لانتصارات بورسعيد على العدوان الثلاثي وهي المباراة التي أقيمت على ستاد المصري في السابع والعشرين من ديسبمبر عام 2002 وانتهت بالتعادل الايجابي بهدفين لكل فريق.
كما خاض المصري خلال تلك الفترة أيضًا دور الـ 32 من بطولة كأس مصر والذي تخطى المصري من خلاله فريق بتروجيت أحد أندية الدرجة الثانية وقتها ، حيث فاز المصري خارج ملعبه بهدفين للاشئ ، قبل أن يتعادل على ملعبه بهدف لكل فريق ، ليصعد فريق المصري لملاقاة بلدية المحلة.
ويعود الفريق إلى مشواره بالدوري فيفوز خارج ملعبه على غزل المحلة بهدفين لهدف ، ثم يتعادل الفريق أمام الاسماعيلي ببورسعيد سلبيًا ، قبل أن يخسر المصري في الأسبوع الأخير للدور الأول أمام الاتحاد بهدفين مقابل هدف.
اختتم الفريق الدور الأول محققًا 20 نقطة من الفوز بخمس مباريات والتعادل في مثلها والهزيمة في ثلاثة ، محرزًا 13 هدفًأ ، وتلقت شباكه 13 هدفًا أيضًا.
ويخوض الفريق مباراتيه بدور الـ 16 من بطولة كأس مصر أمام بلدية المحلة فيخسر في مباراتي الذهاب والإياب بالمحلة وبورسعيد بنتيجة واحدة (هدف للاشئ) فيتم الإطاحة بفؤاد ميزوفيتش البوسني وتعيين البرازيلي خوزيه فرنانديز مديرًا فنيًا ، كما تم تعيين محمد رمضان نجم الأهلي السابق مديرًا للكرة.
بداية فرنانديز لم تكن مبشرة ، فقد خسر الفريق أمام الزمالك ببورسعيد والترسانة بميت عقبة بهدف واحد للاشئ ، قبل أن ينجح الفريق في الفوز على أسوان ببورسعيد بهدفين للاشئ في مباراة كان نجمها الناشئ أحمد يوسف ، ثم يحقق المصري فوزًا خارج ملعبه على بلدية المحلة بهدفين للاشئ وسط تألق كبير لنجم المصري وقائده إبراهيم المصري صاحب الهدف الأول في المباراة ، ويحقق الفريق فوزه الثالث على التوالي على حساب انبي ببورسعيد بهدف محمد ساهر ، ثم يخسر المصري خارج ملعبه أمام حرس الحدود ، قبل أن يتعادل مع المنصورة ببورسعيد بهدف لكل فريق وكان صاحب هدف المصري هو الناشئ صاحب الثمانية عشر عامًا كريم ذكري ، ثم يخسر المصري خارج ملعبه أمام الأهلي بهدفين للاشئ قبل أن يتوقف الدوري لما يقرب من خمسة أسابيع بسبب ظروف الغزو الأمريكي للعراق.
ويُستأنف الدوري بفوز المصري على المقاولون العرب ببورسعيد بهدف للاشئ للناشئ أحمد يوسف أيضًا ، قبل أن يتلقى الفريق أربع خسائر متتالية في ختام الدوري أمام كل من جولدي خارج الملعب بهدفين للاشئ ، والمحلة ببورسعيد بهدف للاشئ ، والاسماعيلي بالاسماعيلية بثلاثة أهداف مقابل هدفين والاتحاد ببورسعيد بهدف للاشئ ، ليُسدل الستار على هذا الموسم بتحقيق المصري للمركز السادس برصيد 33 نقطة من الفوز بتسع مباريات والتعادل في ست والهزيمة في أحد عشر مباراة ، محرزًا 22 هدفًا ، فيما تلقت شباكه 26 هدفًا.
وربما يكون المصري على مدار هذا الموسم لم يحقق شيئًا يُذكر ولكن المكسب الحقيقي للمصري خلال هذا الموسم كان مجموعة الناشئين الذين شاركوا بصفة شبه أساسية أمثال عمرو الصفتي والتوأم محمد وأحمد يوسف والعربي الشربيني وكريم ذكري ومحمد الريس وهم الذين صاروا ركائز أساسية بصفوف الفريق بعدها لسنوات ، ولكن الخسارة الأكبر في ذاك الموسم كانت الاستغناء عن سيف داوود نجم المصري لسنوات وسنوات لينتقل الى المقاولون العرب ، وكذلك الموافقة على احتراف ابراهيم المصري نجم المصري التاريخي بصفوف نادي النصر العُماني ، وكذلك عدم نجاح محاولات تجديد التعاقد مع محمد شوقي نجم منتخب مصر الأوليمبي على مدار الموسم ، لينتقل في نهاية ذاك الموسم إلى النادي الأهلي في صفقة انتقال حر دون أن عائد للنادي المصري.
يٌتبع.