وُلد نجمنا الراحل سيد عبد اللاه في التاسع من أكتوبر عام 1942 ، تأثر منذ الصغر بالحارس اليوناني الأصل المصري الجنسية براسكوس الذي وُلد ببورفؤاد عام 1931 فلعب بصفوف نادي بورفؤاد قبل أن ينتقل في منتصف الخمسينيات إلى نادي أوليمبي القنال (القناة حاليًا) ، ليحصل على الجنسية المصري آنذاك وينجح في قيادة مصر للحصول على أولى بطولات الأمم الأفريقية التي أقيمت بالسودان عام 1957.
التألق الكبير لبراسكوس دفع سيد عبد اللاه إلى التعلق بشغف بمركز حراسة المرمى ، فلعب لصفوف مدرسة العصفوري الخاصة ببورسعيد ، حتى التقطته العين الخبيرة وقدمته إلى الراحل العظيم الكابتن حلمي مصطفى مدرب المصري آنذاك والذي أولاه رعايته وهو في مراحل الناشئين بالنادي المصري وظل عبد اللاه في صفوف ناشئي المصري حارسًا لمرمى فريق الشباب حتى حصل على الثانوية العامة فالتحق بمعهد التربية الرياضية بالهرم (كلية التربية الرياضية حاليًا).
وفي إحدى المباريات الودية بين فريق معهد التربية الرياضية وفريق الزمالك ، نال سيد عبد اللاه إعجاب حارس المصري المنتقل للزمالك وقتها الايطالي ألدو ستيلا ، فطلب منه الحصول على الاستغناء من ناديه والانضمام لصفوف الزمالك خاصًة خلال فترة دراسته بالقاهرة ، فحاول عبد اللاه اقناع محمد موسى أفندي سكرتير النادي المصري آنذاك بهذا الأمر إلا أنه رفض مناقشة هذا الأمر تمامًا.
في تلك الأثناء ، انضم سيد عبد اللاه لصفوف منتخب الناشئين الذي كان غالبيته من لاعبي الكرة طلاب معهد التربية الرياضية بالهرم ومن بينهم زميليه بالمصري محمد شاهين ومحمد عبد الرازق الكتشي ، وتصادف أن أقيمت مباراة ودية بين ذاك المنتخب وفريق المصري على ملعب المصري بورسعيد ، فتألق عبد اللاه كما لم يتألق من قبل ، ونجح في التصدي لقذائف لاعبي المصري المتوالية ، فهمس أحد المتواجدين بالملعب في أذن محمد لهيطة مدير الكرة بالمصري أن هذا الحارس المتألق مقيد بصفوف الناشئين بالنادي المصري ، فما أن انتهت المباراة حتى سارع محمد لهيطة لعبد اللاه مهنئًا اياه على مستواه الطيب ، كما طالبه بالانتظام في تدريبات المصري قدر الإمكان بعد التنسيق مع مسئولي معهد التربية الرياضية بالهرم.
من هنا بدأ مشوار السيد عبد اللاه مع المصري ، وكان تألق عبد اللاه دافعًا لمسئولي المصري للاستغناء عن اليوغسلافي روللي حارس مرمى المصري آنذاك والاكتفاء بالثنائي عوض العيوطي وعبد اللاه ، ورويدًا رويدًا بدأ سيد عبد اللاه في فرض نفسه أساسيًا على التشكيلة الأساسية للمصري وهو لم يتجاوز من العمر عشرين عامًا.
التألق اللافت للنظر لعبد اللاه مع المصري دفع مسئولي منتخب مصر لاختياره للانضمام لصفوف المنتخب الذي كان يستعد للمشاركة في دورة الجانيفو بأندونيسيا عام 1963 بصحبة زميله محمد شاهين إلا أن الإصابة المفاجئة التي تعرض لها عبد الله كانت سببًا في ابتعاده عن المنتخب وهو الأمر الذي تكرر كذلك أثناء الاستعداد لدورة الألعاب الأوليمبية بطوكيو عام 1964.
وفي عام 1965 ينضم سيد عبد اللاه لصفوف منتخب مصر الذي نجح في الفوز على كينيا بمصر بنتيجة أربعة أهداف مقابل ثلاثة في المباراة التي أقيمت بالقاهرة في تصفيات دورة الألعاب الأفريقية ، قبل أن يخسر المنتخب بنتيجة كبيرة أمام المنتخب الأوغندي بخمسة أهداف مقابل هدف ، تلقت شباك سيد عبد اللاه منهم هدفًا واحدًا.
ويواصل سيد عبد اللاه تألقه اللافت للنظر مع المصري ، وكان عبد اللاه دائم التألق أمام الفرق الكبيرة وخاصًة الأهلي والزمالك والاسماعيلي ، ومن مبارياته التي لا تنسى مباراة المصري والاسماعيلي بالاسماعيلية والتي جرت في الأول من مايو عام 1964 والتي انتهت بفوز المصري بهدف نظيف سجله النجم عبد الرؤوف رزق ، وكذلك مباراة الدور الثاني لموسم 1966/1965 التي جمعت المصري بمضيفه الأهلي على ملعب مختار التتش بالقاهرة في الحادي عشر من مارس عام 1966 وهي المباراة التي انتهت بفوز المصري بهدف للاشئ سجله النجم الراحل عبد الله عبد اللطيف.
وجاء توقف النشاط الرياضي بمصر عقب عدوان يونيو 1967 ، ليوقف المسيرة الكروية لسيد عبد اللاه وهو لم يتجاوز الخامسة والعشرين من العمر ، ومع ذلك وما أن عاد النادي المصري لنشاطه الكروي برأس البر عام 1971 ، قرر عبد اللاه العودة لحراسة عرين المصري رغم صعوبة تنقله من مقر اقامته بالزقازيق إلى رأس البر ، واستطاع عبد اللاه ومعه رفاق جيله الحفاظ على اسم النادي المصري وسط الأندية الكبرى حتى قرر الاعتزال بعد الاطمئنان على مستقبل ناديه.
وعقب اعتزاله ، عمل لفترات مدربًا للفريق الأول برفقة محمد عبد العزيز الولف المدرب التاريخي للنادي المصري ، كما عمل مدربًا لعدد من فرق قطاع الناشئين بالنادي المصري حتى تولى مسئولية قطاع الناشئين لفترة خلال فترة تولي الأستاذ عبد الوهاب لفترة خلال فترة نهاية التسعينيات.
رحم الله نجمنا الراحل سيد عبد اللاه والذي رحل عن عالمنا في الثاني من فبراير عام 2015 عن عمر يناهز نحو 72 عامًا ، قضاهم عاشقًا ومحبًا للقلعة الخضراء فاستحق أن يُكتب اسمه في سجل الخالدين.