كنا قد وصلنا خلال قراءتنا بدفتر ذكريات النادي المصري إلى حصول الفريق على كأس مصر للمرة الأولى في تاريخه بعد الفوز على المقاولون العرب والأفراح التي عاشتها بورسعيد تلك الليلة.
استمرت الأفراح لأيام وأيام ، فما من حي أو منطقة أو شارع ببورسعيد إلا ونظم حفلًا ضخمًا للاحتفال بالفوز بالكأس بحضور عبد الوهاب قوطة رئيس اللجنة الخماسية وأعضاء اللجنة وكذلك بحضور اللاعبين وأعضاء الجهاز الفني بقيادة كروجر ، العديد من الأغنيات تم إعدادها خصيصًا للاحتفال بالكأس الغالي الذي استمر الاحتفال به لأيام وأيام.
مجلس ادارة النادي المصري نظم حفلًا كبيرًا بأحد فنادق بورسعيد حضره محافظ بورسعيد آنذاك اللواء مصطفى صادق بحضور لفيف من القيادات السياسية والشعبية والتنفيذية ورجال الأعمال الذين تنافسوا على التبرع بمكافأت كبيرة للاعبي الفريق الذين كانوا سببًا في اسعاد إبناء بورسعيد ، والمحافظ خلال ذاك الاحتفال وعد بمنح النادي المصري قطعة أرض على شاطئ البحر لإقامة نادٍ اجتماعي لأعضاء المصري.
كافة الصحف والمجلات الرياضية احتفت كثيرًا بفوز المصري ولعل الاحتفال الأبرز كان العدد التاريخي لمجلة الأهرام الرياضي الذي تم إعداده خصيصًا للاحتفال بالمصري وهو العدد الذي اشتمل على ملف كامل لفوز النادي المصري بالاضافة إلى بوستر لفريق المصري الفائز باللقب ، العدد نفذ خلال ساعات من طرحه واحتفى به أغلب مشجعي النادي المصري الذين كانوا يتهافتون على شراء كافة الكتب التذكارية التي تم اعدادها خصيصاً للاحتفال باللقب والتي أعدها عمالقة الصحافة الرياضية داخل وخارج بورسعيد.
الفوز بالكأس منح لاعبي المصري دفعة معنوية هائلة قبيل انطلاق مباريات الدوري الثاني ، تعادل الفريق أمام الاتحاد سلبيًا ببورسعيد قبل أن يتعادل مع الأهلي على ملعبه بهدف لكل فريق ، ثم تعادل المصري كذلك مع الزمالك ببورسعيد سلبيًا ، وواصل الفريق صحوته حتى استطاع أن يختتم الموسم باحراز المركز الرابع برصيد 48 نقطة متقدمًا بفارق نقطة واحدة عن شقيقه فريق الاسماعيلي صاحب المركز الخامس.
الاستعداد للموسم الجديد يجب أن يكون مغايرًا تمامًا ، هكذا كانت قناعات اللجنة الخماسية برئاسة عبد الوهاب قوطة ، فالفريق سيخوض في شهر مارس من العام 1999 أولى مبارياته في بطولة أفريقيا للأندية أبطال الكئوس للمرة الأولى في تاريخه.
تم التعاقد مع عدد كبير من اللاعبين الجدد ، البداية كانت التعاقد مع خمسة من لاعبي أسوان دفعة واحدة وهم جمال عمر وعاشور هارون ومحمد حشمت “زيزو” وعبد الناصرعباس وعماد شاكر ، كما تم التعاقد مع عاطف جاد حارس مرمى الشرقية في صفقة انتقال قياسية بلغت نحو نصف مليون جنيه آنذاك
.
ولم تقف حصيلة صفقات المصري عند ذلك بل امتدت للتعاقد مع أحمد نخلة الظهير الأيسر للأهلي وهاني بركات مدافع المنيا ومؤمن عبد الغفار لاعب خط وسط الترسانة والصربي نينوفيتش والنيجيريين الحارس ايمانويل والمهاجم فيكتور توسان.
سافر الفريق لخوض فترة إعداد بألمانيا وهي الفترة التي أكسبت جميع اللاعبين القدامي والجدد مزيدًا من التجانس والانسجام قبيل بداية الموسم.
بدأ الفريق الموسم بالفوز ببورسعيد على الكروم بهدف للاشئ ، قبل الخسارة أمام المقاولون العرب بهدفين لهدف ، ثم عاد الفريق الى مسيرة الانتصارات ففاز على الشرقية الصاعد حديثًا للدوري آنذاك بثلاثية نظيفة ، قبل التعادل مع الاسماعيلي بهدفين لكل فريق بالاسماعيلية.
في تلك الأحيان أجريت انتخابات مجلس ادارة النادي المصري (أغسطس 1998 – سبتمبر 2002) ، الانتخابات أسفرت عن فوز عبد الوهاب قوطة بالرئاسة ، محمد الحفني بمنصب نائب الرئيس ، محمد خليل لأمانة الصندوق ، والأعضاء هم يونس سليم ومدحت عباس وحسين رحيمة وطارق الفحلة ومحمود رسمي ، وعضوا مقعد الشباب هما وليد قوطة ومحمد أبو سمرة ، وقد تم تعيين الثلاثي أحمد منسي وسمير حلبية وعاطف مبروك كأعضاء معينين.
مسيرة المصري استمرت فيما بعد بالفوز على البلدية بهدف للاشئ ، قبل تلقي خسارتين متتاليتين خارج الملعب أمام الأهلي والاتحاد السكندري ، ليقرر مجلس إدارة النادي المصري الاستغناء عن خدمات الألماني كروجر وتعيين الكابتن محسن صالح مديرًا فنيًا جديدًا للمصري ، لتكون فترة ولايته تلك هي محور حديثنا في الفصل المقبل بمشيئة الله تعالى.
يُتبع