وُلد نجمنا الراحل عوض الحارتي في الثالث عشر من مارس لعام 1938.
التحق بأشبال النادي المصري، فتدرب على أيدي العديد من المدربين، وكان أبرزهم حسن الديب وحلمي مصطفى.
رأى فيه المدربون جناحا مثاليا. لاعب فائق السرعة وصاحب حركة الدؤوبة، ترهق المدافعين.
تم تصعيده إلى الفريق الأول مطلع موسم 1957/1956 بصحبة رفيق مشواره الراحل منير جرجس “الليوي”.
في سن التاسعة عشر، كانت أولى مبارياته مع المصري أمام الزمالك، وهي المباراة التي أقيمت في بورسعيد يوم 22 مارس عام 1957، وانتهت بفوز المصري بهدف للا شيء سجله هدافه عبده سليم.
عقب ذلك، نجح عوض الحارتي في فرض نفسه كأساسي على تشكيل المصري الذي نجح في الفوز على الأهلي بهدفين للاشيء في دور الثمانية لبطولة كأس مصر، وهي المباراة التي شهدت مشاركة عوض الحارتي كأساسي مع الفريق.
أحرز عوض الحارتي أول أهدافه مع المصري أمام الأهلي في المباراة التي جرت بينهما في بورسعيد في الخامس والعشرين من أكتوبر عام 1957 في الأسبوع الأول لموسم 1958/1957، والتي انتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق.
تفجرت نجومية عوض الحارتي خلال موسم 1958/1957 والذي نجح خلاله في احتلال المركز الثاني في قائمة هدافي الدوري العام برصيد ثلاثة عشر هدفًا.
رفض عوض الحارتي ترك المصري رغم العروض العديدة التي وصلته في أعقاب هبوط المصري للدرجة الثانية في نهاية موسم 1958/1957.
استمر كفاح الحارتي مع زملاءه حتى عاد الفريق إلى الدوري الممتاز موسم 1961/1960 بعد غياب عن الأضواء لموسمين فقط.
عقب عودة الفريق إلى الدوري الممتاز مطلع الستينيات، شكل الحارتي مع زملاءه محمد بدوي، ومحمد شاهين، وعبد الرؤوف رزق، وعزت المغربي، خط هجوم قوي للغاية، وكانت السمة المميزة لعوض الحارتي في هجوم المصري، هي السرعة لذا أطلق عليه الناقد الرياضي الكبير نجيب المستكاوي لقب “فوريرة”.
من أهدافه التي لا تنسى، هدفه في شباك الأهلي خلال الأسبوع الـ17 من موسم 1961/1960، والتي أقيمت على ملعب الأهلي ووسط جماهيره في الثاني من أبريل لعام 1961 وانتهت بفوز المصري بهدفين. سجل أحدهما، وتكفل الراحل علي العطوي بتسجيل الآخر.
أحرز ثلاثة أهداف “هاتريك” في شباك الترام خلال المباراة التي جرت في بورسعيد يوم 19 أكتوبر لعام 1962، وانتهت بفوز المصري بخماسية مقابل لا شيء.
سجل الحارتي إجمالا مع المصري في بطولة الدوري، 28 هدفا، يحتل بهم المركز الثامن في قائمة الهدافين التاريخيين للمصري في بطولة الدوري العام.
وبعد اعتزاله كرة القدم، خدم الحارتي لسنوات عديدة في القوات المسلحة المصرية كضابط احتياط، واستمر في عمله في القوات المسلحة لما بعد حرب أكتوبر عام 1973.
عقب عودة النشاط الكروي لمصر مطلع السبعينيات، كٌلف عوض الحارتي بقيادة فريق الشباب في النادي المصري، والذي كان يؤدي تدريباته آنذاك في مدينة رأس البر، وهو الفريق الذي قدم للنادي المصري عددا كبيرا من النجوم الذين صاروا عماد الفريق الأول خلال فترة السبعينيات.
سافر إلى المملكة العربية السعودية وتولى هناك تدريب فريق الحرس الوطني السعودي، إلى أن عاد إلى مصر نهاية السبعينيات.
بعد عودته إلى مصر، عمل مساعدًا للراحل العظيم عادل الجزار في الجهاز الفني للفريق الأول للنادي المصري موسم 1979/1978.
ومع وصول الأسطورة المجرية فيرنيتش بوشكاش لتدريب المصري، استمر الحارتي في العمل كمساعد لبوشكاش ومن بعده الراحل العظيم عادل الجزار ونجح مع المصري في الحصول على المركز الثالث موسمي 1980/1979، 1981/1980 وكذلك الوصول إلى نهائي كأس مصر عامي 1983 و1984، وكان المصري قريباً جداً من حصد لقب الدوري موسم 1982/1981 لولا أحداث مباراة الدور الثاني أمام الزمالك وهدف نصر إبراهيم الشهير.
قاد عوض الحارتي المصري في فترات عديدة، وكان دائماً ما يكون الحل الوحيد في فترة الأزمات، إذ كان قادرًا تمامًا على احتواء اللاعبين، ولا ينسى له الكثيرون من عشاق المصري قيادته للنسور الخضر للفوز على الأهلي على ملعبه ووسط جماهيره بالدور الأول من موسم 1991/1990 بهدفين لهدف، في المباراة التي جرت على ستاد المقاولون العرب في الثالث والعشرين من سبتمبر من العام 1990.
نجح عوض الحارتي في الصعود بفريق المريخ البورسعيدي للدوري الممتاز للمرة الأولى في تاريخه موسم 1986/1985، ثم قاده مرة أخرى للصعود موسم 1996/1995.
وفي مجال عمله الإداري، وصل الحارتي إلى منصب مدير عام الشباب والرياضة في بورسعيد بفضل إدارته الحكيمة والحازمة.
وتولى الحارتي كذلك منصب المدير التنفيذي للنادي المصري في عهد الراحل عبد الوهاب قوطة، كما تولى كذلك منصب المدير الفني لقطاع الناشئين بالنادي المصري في مناسبات عديدة.
ومن المواقف الفارقة في حياة الراحل عوض الحارتي، تعرضه للايقاف والشطب والفصل من معهد التربية الرياضية عام 1962 بداع تسببه في إثارة مشكلة كبرى حدثت خلال إحدى مباريات منتخب الجامعات المصرية في سوريا، ولم ينقذه من هذا الموقف سوى ألاف البرقيات التي أرسلتها جماهير المصري في حملة منظمة إلى رئاسة الجمهورية، ليستجيب الرئيس عبد الناصر لمطالب جماهير المصري ويتم العفو عنه وعودته للعب مجددًا.
استمر مشوار عطاء الحارتي في القلعة الخضراء لما يزيد عن ستين عامًا، كان خلالها مثالًا للناشئ واللاعب والمدرب والمدير الفني والمدير التنفيذي، واستمر الحارتي في عطاءه اللا محدود للقلعة الخضراء، حتى وافته المنية في الثالث عشر من نوفمبر الماضي عن عمر يناهز 81 عامًا، تاركًا خلفه سيرة عامرة بالعطاء للنادي المصري، فاستحق أن يُكتب اسمه بأحرف من نور في سجل الخالدين.