كنا قد وصلنا خلال قراءتنا لدفتر ذكريات النادي المصري إلى نهاية شهر ديسمبر من العام 1997، والذي شهد تقدم مجلس إدارة النادي المصري برئاسة كامل أبو علي لاستقالته، وليتم تعيين لجنة خماسية لإدارة النادي يرأسها عبد الوهاب قوطة ومعه أحمد منسي، محمد الحفني، محمد الزهيري، سمير حلبية.
النادي أبقى على أنور سلامة المدير الفني للفريق الأول والذي تعرض للهزيمة أمام غزل المحلة بملعبها بهدفين لهدف، قبل أن يتعادل الفريق على ملعبه مع مزارع دينا بدون أهداف، ثم كانت الخسارة أمام المقاولون العرب برباعية، والتي دفعت أنور سلامة إلى الرحيل عن الفريق.
اللجنة الخماسية أصبحت في مأزق، فنتائج الفريق متراجعة إلى حد كبير، وعامل الوقت ليس في صف الجميع، فمباراة المنصورة -العنيد- على ملعبه ووسط جمهوره بعد ثلاثة أيام فقط، لذا لجأت اللجنة الخماسية للقدير جلال عيد لقيادة الفريق في مباراة المنصورة، على أن يعاونه محمود عاشور البكري كمدرب للحراس.
وفي الوقت الذي بدأت فيه اللجنة الخماسية مشاوراتها لاختيار المدير الفني الجديد، ذهب الفريق تحت قيادة الكابتن جلال عيد إلى المنصورة في حالة معنوية منخفضة للغاية، فالاحباط يسيطر على الجميع ، ورغم ذلك أدى الفريق مباراة قوية كان نجمها الأول بلا منازع الحارس حسن نصر الذي زاد عن مرماه ببسالة كبيرة، ونجح في الحفاظ على نظافة شباكه حتى الدقيقة الأخيرة التي شهدت إحراز المصري لهدف جميل عن طريق نجمه حمد إبراهيم، ليحقق المصري فوزا غاليا، يعيد الهدوء ولو قليلا إلى القلعة الخضراء ، ثم ينجح المصري مع الكابتن جلال عيد أيضًا في تحقيق فوز عريض على الشمس بخماسية نظيفة، في مباراة كان نجمها الأول الوافد الجديد صبري سليم الذي ظهر بمستوى فني وبدني طيب للغاية، فوز أعاد ثقة الجميع في الفريق، خاصًة مع فترة التوقف في الدوري استعدادًا لخوض المنتخب لنهائيات بطولة الأمم الإفريقية، والتي أقيمت خلال شهر فبراير 1998 في بوركينا فاسو، وهي الفترة التي سيخوض خلالها الفريق بطولة كأس مصر تحت قيادة الألماني كروجر الذي استقرت عليه اللجنة الخماسية لتولي مسئولية المدير الفني للمصري نظرًا للخبرات الكبيرة التي يمتلكها ولمعرفته التامة بالكرة المصرية ،حيث كان يتولى تدريب فريق المقاولون العرب وحصل معه على بطولة الأمم الأفريقية للأندية أبطال الكئوس عام 1996.
مشوار اللقب :
خاض المصري دور الـ 32 لبطولة كأس مصر في المجموعة السابعة التي ضمت إلى جواره أندية ألومنيوم سفاجا، والشرق للتأمين، وغزل السويس.
بدأ المصري مشواره بالفوز خارج ملعبه على ألومنيوم سفاجا بهدف للاشيء، سجله جابريال سوما المهاجم الغيني، قبل أن يفوز المصري أيضًا على مضيفه فريق الشرق للتأمين بهدفين للاشيء، سجلهما ياسر الشنواني، وحمد إبراهيم ثم اختتم المصري مبارياته في دور الـ 32 بالفوز على ضيفه غزل السويس بهدف وحيد لأيمن مشالي.
صعد المصري إلى دور الـ 16، فأوقعته القرعة أمام فريق الشمس – ثاني المجموعة السادسة – الذي حضر إلى بورسعيد وفي ذاكرته الهزيمة الثقيلة التي لحقت به أمام المصري قبل نحو شهر، فخاض المباراة بخطة دفاعية بحتة ومع ذلك فاز المصري بهدف نظيف سجله نجمه سيف داوود.
وفي دور الثمانية، أوقعت القرعة المصري مع شقيقه الإسماعيلي حامل اللقب، والذي كان قد فاز على المصري قبل نحو ثلاثة أشهر بخماسية. لذا حضر الإسماعيلي إلى بورسعيد وكله ثقة في تخطي عقبة المصري، ولكن هيهات، فقد قدم المصري عرضًا قويًا على مدار المباراة التي امتدت إلى شوطين إضافيين وانتهت بالتعادل السلبي. الأمر الذي أدى إلى الاحتكام لركلات الترجيح “الدراماتيكية”، والتي ابتسمت للمصري الذي حقق الفوز بأربعة أهداف مقابل ثلاثة ليصعد إلى الدور نصف النهائي لملاقاة الأهلي.
اللجنة الخماسية شعرت باقتراب تحقيق الحلم البعيد، فلجأت أولًا لتدعيم صفوف الفريق بالدولي السابق عفت نصار نجم الزمالك العائد من تجربة احترافية بالمملكة العربية السعودية، كما حرصت اللجنة على استقدام حكم أجنبي لإدارة مباراة الأهلي، ليوافق اتحاد الكرة على طلب النادي، ويتم تعيين المونديالي السوري جمال الشريف لإدارة المباراة التي استضافها ستاد المصري في الـثاني والعشرين من فبراير عام 1998.
امتلا الأستاد عن آخره منذ الصباح الباكر، الحماس غمر الجميع، والكل يحلم بالوصول لنهائي الكأس رغم صعوبة المنافس، وجاء سيناريو المباراة مشابها تمامًا لمباراة الإسماعيلي، فلجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح أيضا، والتي شهدت إهدار لاعبي الأهلي لجميع ركلات الترجيح التي سددوها -أربع ركلات-، فيما نجح المصري في إحراز ركلتي ترجيح لتنتهي المباراة بصعود المصري إلى المباراة النهائية للمرة الأولى منذ عام 1989، حيث سيلاقي المقاولون العرب في النهائي المقرر له في السابع والعشرين من شهر فبراير على ستاد القاهرة، وهي المباراة التي ستكون محور حديث الفصل المقبل.
يُتبع