ولُد نجمنا “محمد عبد العزيز” في الأول من يوليو عام 1928 ، وكعادة جميع نجومنا الذين تحدثنا عنهم من قبل ، بدأ لعب الكرة في شوارع بورسعيد ،فلفت إليه الأنظار بخفة حركته ورشاقته وقدرته على المراوغة ، حتى اكتشفه الكابتن “حلمي مصطفى” نجم مصر والمصري السابق والذي شرع خلال تلك الفترة من منتصف الأربعينيات في انشاء أول مدرسة للأشبال والناشئين في النادي المصري ، فضمه برفقة شقيقه “عبد الرحمن عبد العزيز” ومعهما “سامي عياد” و”السيد سالم” إلى صفوف القلعة الخضراء.
وخلال بطولة المدارس الثانوية ببورسعيد ، بزغ نجم “محمد عبد العزيز” جدًا ، بفضل مهارته في احراز الأهداف وانقضاضه المميز على الكرة ليطلق عليه زملائه لقب “WOLF” أي الذئب فالتصق هذا الإسم به طوال حياته.
ومع انطلاق الدوري العام مطلع موسم 1949/1948 يتم تصعيد “محمد عبد العزيز الولف” إلى صفوف الفريق الأول تحت قيادة مدربه “حسن الديب” ، حيث تم توظيفه في مركز الجناح ، ومع ذلك لم يتم الاعتماد عليه خلال تلك الفترة بشكل أساسي نظرًا لصغر سنه ووجود عدد من اللاعبين الأكثر منه خبرة ، وبمرور الوقت ينجح “محمد عبد العزيز الولف” في فرض نفسه على التشكيلة الأساسية لفريقه.
أما عن المباراة التي كانت بمثابة جواز مروره الى قلوب جماهير المصري فقد كانت مباراة المصري والأهلي بالدوري الثاني لبطولة الدوري موسم 1950/1949 والتي أقيمت على ملعب بورفؤاد في السادس والعشرين من مارس عام 1950 وانتهت بفوز المصري بثنائية نظيفة ، وهي المباراة التي غاب عنها بشكل مفاجئ قائد المصري “حمدين الزامك” لوفاة والده صبيحة يوم المباراة ، ليتم الدفع بمحمد عبد العزيز الولف الذي أشعل الملعب بمجهوده الوافر وعطاءه الغزير وتمريراته الحاسمة لزميله “السيد الضيظوي” والذي نجح في احراز هدفي فوز المصري لتشتعل فرحة جماهير بورسعيد وتحمل نجمها الصاعد الولف على الأعناق.
ويستمر “محمد عبد العزيز الولف” في مشواره مع المصري ، حيث نجح معه في الوصول لنهائي كأس مصر في مناسبتين ، الأولى عام 1954 وانتهت بالخسارة أمام الترسانة ، والثانية عام 1957 وانتهت بالخسارة أمام الزمالك بعد مشوار مشرف للمصري خلال تلك البطولة التي خاضها الفريق بعد انتصار بورسعيد على العدوان الثلاثي بأشهر قليلة والتي تخطى من خلالها المصري فرق القناة والأهلي والأوليمبي.
ورغم هبوط المصري نهاية موسم 1957/1958 ، فَضَل “محمد عبد العزيز” عدم ترك ناديه واستمر بصفوف الفريق حتى عاد إلى الدوري الممتاز موسم 1960/1961 ليعتزل في الموسم التالي بعد رحلة عطاء كبيرة للقلعة الخضراء.
ولم يقف عطاء “محمد عبد العزيز الولف” عند ذلك الحد فقط ، بل اتجه إلى عالم التدريب بعد حصوله على عدد من الدورات الدولية المتقدمة التي دفعته إلى تولي تدريب المصري اعتبارًا من منتصف الستينيات وحتى توقف النشاط الكروي عقب عدوان 1967 وهي الفترة التي كان خلالها المصري يضم العديد من النجوم يتقدمهم “محمد بدوي” و”منير جرجس الليوي” و”محمد شاهين” و”عبد الرؤوف رزق” و”السيد عبد اللاه” و”السيد علي” و”تيسير عباس” و”محمد حسان” و”محسن عرجان” و”محمد عبد الرازق” و”سمير الغزناوي” و”مدحت فقوسة” و”محسن صالح” وغيرهم من النجوم.
أما خلال فترة التهجير ، فقد كان هناك دورًا كبيرًا لمحمد عبد العزيز الولف بصحبة الراحل العظيم “مصطفى الشناوي” في تولي القيادة الفنية لفريق المصري خلال تلك الفترة والتي تُعد بلا شك هي الأصعب في تاريخ النادي وهي التي نجح المصري في اجتيازها رغم الصعوبات الكثيرة بفضل عطاء الجميع من مسئولين ومدربين ولاعبين ومن وراءهم جماهير عظيمة ساندت فريقها بكل قوة.
وتواصل عطاء نجمنا “محمد عبد العزيز الولف” مع المصري عقب العودة من التهجير ، حيث تولى مهمة الإدارة الفنية خلال الفترة من العام 1974 وحتى عام 1978 ليضرب رقما قياسيًا من الصعب تحطيمه بالبقاء على رأس الإدارة الفنية لما يقرب من ثلاثة عشر عامًا كاملة.
وعقب نهاية مشوار “محمد عبد العزيز الولف” مع الفريق الأول للكرة بالنادي المصري ، خاض الولف عدد من التجارب التدريبية العديدة مع أندية المريخ وبورفؤاد والجمارك وجوت بلبيس داخل مصر ، كما كان له بعض التجارب التدريبية بالمملكة العربية السعودية.
وخلال منتصف الثمانينيات عاد “الولف” مرة أخرى إلى النادي المصري ولكن لتولي مهمة الإدارة الفنية لفريق الناشئين تحت ستة عشر عامًا بالنادي والذي كان يضم مجموعة من اللاعبين الذين أصبحوا عماد الفريق الأول فيما بعد مثل “ابراهيم المصري” و”هشام حمزة” و”محمد عمر الأكو” و”عماد العمدة” و”صبري سليم” و”محمد عبد العظيم” وغيرهم من النجوم.
وبعد مشوار حافل بالعطاء للقلعة الخضراء رحل نجمنا العظيم “محمد عبد العزيز الولف” عن عالمنا في الحادي والثلاثين من أكتوبر عام 2000 عن عمر يناهز 72 عامًا تاركًا وراءه سيرة عطرة لنجم من النجوم الذين أخلصوا في العطاء للقلعة الخضراء على مدار تاريخهم فاستحقوا أن تخلدهم ذاكرة الجماهير العظيمة.