كنا قد وصلنا خلال ابحارنا في دفتر ذكريات النادي المصري إلى صيف العام 1995 ، وهي الفترة التي شهدت دعوة أعضاء الجمعية العمومية للمصري لسحب الثقة من مجلس ادارة النادي المصري برئاسة الأستاذ “السيد متولي” ، تلك الدعوة التي كادت أن تنجح لولا عدم وصول الأصوات اللازمة لسحب الثقة إلى 66% من أصوات الجمعية العمومية ، ليستمر مجلس ادارة النادي المصري برئاسة الأستاذ “السيد متولي” الذي وضح أنه بات مطالبًا بمصالحة جماهير النادي بصفة عامة وأعضاء الجمعية العمومية بصفة خاصة ، لذا لجأ الأستاذ “السيد متولي” الى التعاقد سريعاً مع الراحل العظيم “محمد صديق – شحته” المدير الفني الأسبق لمنتخب مصر والنادي الاسماعيلي وذلك لتولي مهام الإدارة الفنية للمصري.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل فتح الأستاذ “السيد متولي” خزائنه للتعاقد مع عدد كبير من اللاعبين الجدد لتدعيم الفريق ، فتعاقد مع الظهير الأيمن ” حسن أبو زينة” من جمهورية شبين ، “محمد الحماحمي ” قلب دفاع المريخ والمنتخب العسكري ، “محمد سعد” مدافع الأوليمبي ومن قبله الأهلي ، “حمد إبراهيم ” مدافع مزارع دينا ومن قبله الاسماعيلي ، “محمد ابراهيم” لاعب خط وسط الأوليمبي ، الثنائي “موفق الباشا” و”الدولي أحمد حمودة” من أسوان ، الدولي “ياسر عزت ” العائد من تجربة احتراف في الرائد السعودي ، “ياسر فتحي” لاعب المقاولون ومن قبله الاسماعيلي والمريخ ، الناشئ سيف داود من المريخ ، محمد عبد العزيز “زيزو” ناشئ المقاولون العرب.
كل هؤلاء اللاعبون انصهروا في بوتقة واحدة مع زملاءهم الباقين من الموسم السابق والذين يتقدمهم النجم الدولي “ابراهيم المصري” وزميله بالمنتخب “مصطفى رياض” والقائد “علي السعيد” وصاحب الخبرة “مجدي الشناوي” ، والعائد بقوة إلى مستواه “أحمد مصطفى” ، والمخضرم “ناصر التليس” ، والصاعدين بقوة “محمد عمر الأكو” و”عماد العمدة” والناشئ الصاعد “محمد فلة”.
وخاض المصري فترة إعداد قوية ببورسعيد ،تابعها الألاف من مشجعي المصري الذين شعروا بالاختلاف في تلك المرة ، فالراحل شحته لا يترك شيئًا للصدفة ، ويعاونه في الجانب الاداري الراحل منير جرجس الليوي الذي تولى العمل كمدير للكرة ، بمتابعة مستمرة من الراحل الأستاذ السيد متولي الذي أراد أن يعيد الفريق الفريق إلى وضعه الصحيح.
بدأ الفريق الموسم بفوزين متتاليين على الأوليمبي بطنطا ،والترسانة بالسكة الحديد ، قبل تلقي خسارة غير مستحقة أمام المنصورة بهدف ، ثم كانت أولى مباريات المصري ببورسعيد والتي جمعته بالأهلي وهي المباراة التي قلب فيها المصري تأخره بهدفين لتعادل قاتل برأسيه “ياسر عزت” في الوقت المحتسب بدلًا من الضائع ومن قبله “أحمد مصطفى” بركلة جزاء.
هذه المباراة أعطت دافعية كبيرة للفريق الذي بات فريقًا صعب المراس ، خاصةً في الجانب الدفاعي الذي اهتم به شحته كثيرا ، ليقدم الفريق مباريات قوية للغاية ينجح معها بنهاية الموسم في دخول المربع الذهبي واحتلال المركز الرابع للمرة الأولى منذ نحو عشرة مواسم ، ونال الفريق المركز الثاني في قائمة أقوى الفرق دفاعًا ، حيث سكنت شباكه ستة عشر هدفاً فقط في ثلاثين مباراة ، ليس هذا فحسب بل حافظ الفريق على نظافة شباكه في ثمانية عشر مباراة كاملة ، بالإضافة إلى نجاح الفريق في الحفاظ على سجله خالياً من الهزيمة على ملعبه للمرة الأولى منذ سنوات طويلة ، تألق لاعبي المصري في هذه النسخة من بطولة الدوري دفع الهولندي “رود كرول” المدير الفني للمنتخب إلى اختيار الثنائي “ابراهيم المصري” و”مصطفى رياض” للمشاركة مع المنتخب المصري في بطولة الأمم الأفريقية التي أقيمت بجنوب أفريقيا عام 1996 ، كما تم اختيار الثنائي “محمد القط” و”حمد ابراهيم” للمشاركة مع المنتخب أيضًا في البطولة الودية بالامارات خلال شهر مارس من العام 1996.
ولم يعكر صفو هذا الموسم سوى قرار اتحاد الكرة المصري بايقاف نجم المصري وهدافه “ابراهيم المصري” لستة أشهر على خلفية أحداث مباراة المصري والأهلي بالقاهرة ، وكذلك خروج المصري من الأدوار الأولى لكأس مصر ، بالاضافة إلى الأزمة الصحية التي تعرض لها الراحل العظيم “شحته” والتي تسببت في وفاته عقب نهاية الموسم وبالتحديد في الخامس من يوليو عام 1996 ، لتفقد الكرة المصري علمًا من أعلامها ، وليبدأ الراحل الأستاذ “السيد متولي” رحلة البحث عن مدير فني جديد للمصري يُكمل ما بدأه العظيم “شحته” وهو ما سنتحدث عنه في الفصل المقبل بمشيئة الله تعالى.