من رأى هذا الرجل الذي يناديه الجميع داخل بورسعيد بلقب “أبو علي الديب” خلال فترة الستينيات وهو في العقد السابع من العُمر ويجوب شوارع بورسعيد بدراجته الرالي ليمر على أعضاء الجمعية العمومية للنادي بمنازلهم ومقر عملهم ليجمع منهم اشتراكاتهم الشهرية والبالغة ثلاثة قروش شهريا ، لا يدرك أبداً أن هذا الرجل العظيم هو صانع الانتصارات الأكبر للنادي المصري لاعباً ، ثم مدربًا ثم اداريًا.
ولد “حسن الديب” في بورسعيد في السادس من أغسطس عام 1898 ، بدأ لعب كرة القدم في شوارع وحواري بورسعيد ، فكون فريقاً من أقرانه يواجه به الفرق الأخرى سواء المصرية منها أو الأجنبية ، فذاع صيته جداً وتهافتت على ضمه جميع الفرق الشعبية المنتشرة ببورسعيد في العقد الثاني من القرن العشرين ، ولكنه فضل الانضمام في النهاية إلى فريق الأهلي الذي كونه “عبد الرحمن لطفي” و”محمد موسى” وكان الفريق يضم إلى جوارهم “مصطفى ندا” ، “محمود أمين” ، “سيد شلاطة” ، وظل هذا الفريق يتنافس لمدة ثلاثة أعوام أمام الفرق الأجنبية فذاع صيته واشتهر لاعبوه.
وفي عام 1920 ، تم الاتفاق على دمج ناديي الموظفين والأهلي في نادٍ واحد يحمل إسم النادي المصري فكان “حسن الديب” واحدًا من اللاعبين الذين نالوا شرف تمثيل النادي المصري في بداياته.
ونجح “حسن الديب” برفقة زملائه “مصطفى ندا” و”علي تعلب” و”محمود حلمي الزيدي” و”فؤاد ابراهيم” و”علي فقوسة” و”خليل عطا الله” و”حسن الشامي” و”السيد بلال” و”عبد المطلب محمد” و”محمد حسن” في الوصول إلى نهائي كأس مصر عام 1927 قبل الخسارة أمام الأهلي ، لتكون المرة الأولى التي يصل فيها فريق المصري حديث التكوين إلى منصات التتويج.
ومع مطلع الثلاثينيات ، يعلن “حسن الديب” اعتزاله فيتم الاستعانة به مدرباً مساعداً للانجليزي “جاك بورتون” المدير الفني للفريق ، لتظهر بصماتهما سوياً وينجح المصري تحت قيادتهما في الحصول على كأس السلطان حسين للمرة الأولى في تاريخه موسم 1933/1932 ، قبل أن يتولى حسن الديب مهام الإدارة الفنية بمفرده فيقود الفريق للحصول على كأس السلطان حسين موسمي 1934/1933 ، 1937/1936 ، ونجح “حسن الديب” خلال تلك الفترة في اكتشاف العديد من اللاعبين الموهوبين ولعل أبرزهم هو “حمدين الزامك” النجم التاريخي للنادي المصري فيما بعد ، كما قاد “حسن الديب “النادي المصري لاحتكار بطولة منطقة القناة منذ انطلاقها عام 1932 وحتى عام 1948 ، فاستحق أن يقود منتخب القناة الذي كان يشارك في بطولة كأس الملك والتي كان يتنافس فيها مناطق القُطر المصري وأبرزها القاهرة والاسكندرية وقناة السويس والتي نجحت في الحصول على البطولة لثلاثة مواسم 1935/1934 ، 1936/1935 ، 1938/1937.
وتجئ فترة الأربعينيات ويستمر “حسن الديب” في عمله كمدرب للفريق ، حيث نجح في قيادة الفريق للوصول إلى نهائي كأس مصر عامي 1945 ، 1947 ، قبل أن يتجه للعمل الإداري داخل النادي المصري ، فيصبح الراجل متعدد المهام ، فهو الإداري وهو المسئول عن تحصيل الإشتراكات وهو كشاف الموهوبين الذي يجوب شوارع بورسعيد ليلًا ونهارًا لانتقاء الموهوبين لضمهم إلى صفوف الفريق ، حتى جاءت فترة التهجير وكان رغم كبر سنه ملاصقًا لإدارة المصري آنذاك ولشريكه في حب النادي المصري الراحل “محمد موسى أفندي” والذي كان يؤكد مرارًأ وتكرارًا أن كل طوبة داخل النادي المصري تحمل بصمة “حسن الديب” الذي رحل عن عالمنا في الحادي والثلاثين من يناير عام 1975 عن عمر يناهز 77 عامًا قضاهم ناسكًا في محراب القلعة الخضراء فاستحق أن يُكتب اسمه في سجل الخالدين.