ما زلنا نواصل الابحار في دفتر ذكريات النادي المصري، ونصل إلى مطلع موسم1992/1991 عندما تم تعيين البولندي “فوتجيك وازاريك” مديراً فنياً للمصري خلفاً للكابتن “عبد العزيز عبد الشافي” الذي تولى المهمة مؤقتاً عقب رحيل الكابتن “الجوهري” عن تدريب المصري بقرار سياسي لتولي تدريب المنتخب الوطني.
والبولندي “فوتجيك وازاريك” لمن لا يعرفه من القراء كان يبلغ من العمر آنذاك 54 عاماً، وكان قد سبق له تولى تدريب المنتخب البولندي الأول لثلاثة أعوام خلال الفترة من عام 1986 وحتى عام 1989.
نجح وازاريك فور قدومه لبورسعيد في خطف قلوب البورسعيدية سريعاً، فتدريباته ممتعة للجماهير المتواجدة بالاستاد يومياً، وقراءاته الفنية للمباريات متميزة، كما نجح في توظيف قدرات الثلاثي “طارق سليمان” و”طارق الصاوي” و”أحمد مصطفى” والذين شكلوا أقوى خط وسط في مصر وقتها، كما كان لتوهج الناشئ “إبراهيم المصري” نجم منتخب الشباب وقتها دورا كبيرا في استفاقة المصري في بداية الموسم التي شهدت نتائج طيبة بالفوز على الأهلي بهدف “أحمد مصطفى” والتعادل مع الاسماعيلي بطل الدوري بعد عرض قوي جدا من المصري، لكن المصري في ذلك الوقت خسر لاعبًا من أعمدته الأساسية وهو “أشرف عبد اللاه” الذي أصيب بقطع في الرباط الصليبي خلال مباراة غزل المحلة، وجاء توقف الدوري استعداداً لمشاركة المنتخب الوطني في بطولة الأمم الأفريقية بالسنغال في يناير من العام 1992 ليوقف منحنى الأداء التصاعدي لفريق المصري الذي شارك في بطولة كأس الاتحاد التنشيطية التي نظمها اتحاد كرة القدم المصري في ذلك الوقت، ليصل المصري إلى الدور النهائي أمام فريق الأوليمبي السكندري والذي قرر الانسحاب احتجاجاً على قرار اتحاد الكرة باقامة نهائي البطولة بنظام مباراتي الذهاب والإياب، ليقرر اتحاد الكرة اعتبار المصري فائزاً بالبطولة وحصوله على الكأس ومبلغ عشرين ألف جنيه قيمة جائزة المركز الأول، وهي البطولة سبق للمصري أن حل في المركز الثاني فيها عام 1989.
وعقب استئناف الدوري تأرجحت نتائج الفريق حتى اختتم الموسم بالمركز السادس برصيد 25 نقطة، ولم يكن هناك مكاسب من هذا الموسم سوى تثبيت الناشئين “إبراهيم المصري” والراحل “محمد عمر الأكو” و”عماد العمدة” و”السيد زكريا” و”محمد طغيان” لأقدامهم في صفوف الفريق، أما الخسارة الأكبر فكانت اصابة نجم الدفاع الصاعد “هشام حمزة” بقطع في الرباط الصليبي خلال مباراة المنتخب الأوليمبي أمام منتخب زيمبابوي في التصفيات المؤهلة لدورة برشلونة الأوليمبية، ليخسر المصري اثنين من أبرز نجومه وهما “أشرف عبد اللاه” و”هشام حمزة” بسبب الإصابة اللعينة.
ويجئ الموسم التالي 1993/1992، ويدعم المصري صفوفه بالأوغندي “جاكسون ماينجا” – “أحمد جاكسون” فيما بعد – والدولي السابق “ناصر التليس” لاعب المقاولون العرب ومن قبله المحلة و”سعيد خليفة” لاعب القناة ومن قبله بورفؤاد و”محمد القط” لاعب الاسماعيلي ومن قبله المريخ ويبدأ المصري بداية طيبة نوعاً ما بالتعادل مع الأهلي ببورسعيد سلبياً، ولكن مر الفريق على مدار النصف الأول من الموسم بعدد كبير من التعادلات وصلت في نهاية الموسم إلى ثلاثة عشر تعادلاً – 50% من مجموع المباريات – وهو الرقم الأكبر بالدوري ذاك الموسم الذي رحل في منتصفه البولندي “وازاريك” ليتولى المهمة الكابتن “محسن صالح” والذي نجح في قيادة الفريق إلى نصف نهائي كأس مصر بعد الفوز على الزمالك في دور الستة عشر بركلات الترجيح بالقاهرة، ثم الفوز على الترسانة بملعب السكة الحديد بهدف سجله “ناصر التليس”، ليقرر الكابتن “محسن صالح” الرحيل عقب نهاية الموسم – الذي أحرز فيه المصري المركز السادس – لتولي تدريب منتخب الشباب، فيلجأ المصري إلى الكابتن “محمود أبو رجيلة” لتولي مهمة قيادة الفريق في مباراة الدور نصف النهائي لبطولة كأس مصر والتي أقيمت على ستاد المقاولون العرب وسط حضور جماهيري كبير من أبناء بورسعيد الذين ساندوا فريقهم الذي قدم مباراة من أقوى مبارياته على مدار الموسم لكنه خسر في النهاية بركلات الحظ الترجيحية ليرحل الكابتن “محمود أبو رجيلة” سريعاً قبل انطلاق الموسم الجديد الذي شهد مفاجآت عديدة نتحدث عنها الفصل القادم.
يُتبع