ما زلنا نبحر في قراءة دفتر ذكريات النادي المصري خلال فترة منتصف الثمانينيات ، وبالتحديد اعتباراً من موسم 1985/1984 والذي كان يقود المصري خلاله الأرجنتيني القدير “أوسكار فولوني”، وهو المدير الفني الذي استقدمه الراحل العظيم الأستاذ “السيد متولي”، من كوت ديفوار حيث كان يقود فريق أسيك أبيدجان ، حيث نجح “أوسكار”، في قيادة المصري للفوز على الأهلي في مباراة الدور الأول موسم 1985/1984 بهدف “جمال جودة”، الشهير في شباك الحارس “أحمد شوبير” ، كما قاد المصري للتعادل مع الزمالك ذهابا وإيابا بالدوري ، ونجح “أوسكار” خلال تلك الفترة في تفجير طاقات لاعبي المصري الذين قدموا مستويات فنية متميزة بقيادة الراحل “مسعد نور” ، في اخر مواسمه مع المصري “1985/1984” ، كما نجح “أوسكار” في تصعيد العديد من اللاعبين الموهوبين أمثال الحارس الراحل “أحمد جودة و”علاء حمليط” و”محمد السعيد” و”علي السعيد” و”علي الشحات” و”هاني حمدان” و”سمير عبد الرؤوف” بالاضافة إلى منحه الفرصة للقادم من صفوف الأهلي ابن بورسعيد المتألق “تيسير بدوي” واستمر “أوسكار” في قيادة المصري حتى شهر يناير من العام 1986 ، عندما تعاقد المصري مع اليوغسلافي “راديفوي أوجانوفيتش” ذلك المدرب الذي قاد منتخب الكاميرون للفوز ببطولة الأمم الأفريقية التي أقيمت بكوت ديفوار عام 1984 للمرة الأولى في تاريخ الأسود الكاميرونية التي كانت تضم جيلاً ذهبياً يقوده الأسطورة “روجيه ميلا” و”أبيجا “و”كوندي” والحارسين العظيمين “توماس نكونو” و”جوزيف أنطوان بل”.
كانت مهمة “أوجانوفيتش” صعبة مع المصري خاصة في ظل اعتزال “مسعد نور” ورحيل الثنائي الايراني المحترف “ابراهيم قاسم بور” و”عبد الرضا بارزكري” ، لذا لجأ أوجانوفيتش للبحث في قطاع الناشئين عمن يحتاج اليه من لاعبين وبالفعل قام بتصعيد مجموعة من اللاعبين مثل “أشرف عبد اللاه” و”محمد معوض” و”محمد منصور” و”محمد مشالي” و”وليد فتحي” و”محمد بصلة” ليجدد “أوجانوفيتش” بتلك الطريقة دماء الفريق الذي أصبح يضم مجموعة من اللاعبين أصحاب الخبرة مثل “عادل عبد المنعم” و”محمد عاشور” و”اينو” و”جمال جودة” و”مجدي امام” و”أحمد شاكر” و”مصطفى أبو الدهب “و “طارق سليمان” و”السيد عيد” و”ابراهيم الوشاحي” و”السيد عبد اللطيف” و”هشام صالح “و”عبد الله سالم ” وغيرهم من النجوم الذين انصهروا في بوتقة واحدة مع زملائهم من فرق الشباب بالنادي فشكلوا جيلاً قويا للغاية تحت قيادة “أوجانوفيتش” الذي ظهرت بصماته بقوة على الفريق ، فنجح معه المصري في الوصول إلى نصف نهائي كأس مصر موسم 1986/1985 بالفوز على الزمالك بالاسكندرية بهدفين لهدف قبل أن يخسر المصري – الأفضل جداً – مباراة نصف النهائي بالاسكندرية أيضاً أمام الترسانة بهدف نجمه “جمال حمزة” في الوقت القاتل من المباراة.
وتنتهي ولاية “أوجانوفيتش” ليبدأ المصري مرحلة انتقالية مع مديره الفني الجديد الكابتن “مصطفى الشناوي” أحد رموز المصري مع مدار تاريخه والذي استعان بنجم المصري المعتزل “مسعد نور” مديرا للكرة وبالدكتور الشاب “ميمي عبد الرازق” صاحب الخمسة وعشرين عاماً مساعداً بعد نجاحه المبهر مع فريق بورفؤاد في دوري الدرجة الأولى ، ويظهر المصري بمستوى طيب للغاية مع مدربه “مصطفى الشناوي” الذي واصل سياسة الاعتماد على اللاعبين الشباب الذين تألقوا بشدة خلال تلك الفترة.
ومع مطلع موسم 1988/1987 يستعين المصري بنجمه السابق “مدحت فقوسة” مديراً فنياً فيقدم المصري موسماً من أفضل مواسمه في ظل سياسة “مدحت فقوسة” بالاعتماد على اللاعبين الشباب بالإضافة للصفقات الجديدة مثل “طلعت منصور” و”هاني عبد اللطيف” و”ناصر عبد اللطيف” و”الراحل محمد إمام” وهي السياسة التي أثبتت نجاحها بشكل كبير ، وينجح المصري بنجومه الشباب في الاطاحة بالأهلي من دور الستة عشر لبطولة كأس مصر بعدما انتهت المباراة التي أقيمت باستاد القاهرة بالتعادل الايجابي بهدفين لكل فريق ليلجأ الفريقان إلى ركلات الحظ الترجيحية التي أدارت ظهرها للأهلي وابتسمت للمصري ، الذي صعد إلى دور الثمانية ليلاقي الزمالك بالاسكندرية ويخسر أمامه بصعوبة بهدفين لهدف ، لتكون الخسارة الأولى للمصري أمام الزمالك بالكأس بعد ثلاث مناسبات في أعوام 1983 ، 1984 ، 1986.
ويستمر نجاح “فقوسة” مع المصري في الموسم التالي ، فيفوز على الزمالك والأهلي في غضون شهر واحد هو فبراير 1989 وبنتيجة واحدة هي الفوز بهدف للاشئ سجله في المباراتين الثعلب العجوز “جمال جودة”، الذي نجح في قيادة المصري للوصول الى نهائي كأس مصر موسم 1989/1988 بعدما تخطي عقبة الاتحاد في الدور نصف النهائي بالفوز بهدفي “جمال جودة” و”هاني حمدان” مقابل هدف وحيد للاتحاد سجله “سمير فوزي” ، ليصل المصري إلى الدور النهائي لكأس مصر ويصطدم بعقبة الأهلي الذي نجح في خطف بطولة الكأس التي ظلت عصية على المصري إلى ذاك الوقت.
يُتبع
