ولد نجمنا حلمي مصطفى في 11 يونيو عام 1911 في بورسعيد ، وكعادة أبناء بورسعيد بدأ مشواره مع الكرة في شوارع وحواري بورسعيد ، لتلتقطه العين الخبيرة و تضمه إلى صفوف الأشبال بالنادي المصري خلال منتصف العشرينيات من القرن العشرين ، حيث تم توظيفه في مركز قلب الدفاع لتميزه بالطول الفارع والرشاقة والمرونة وحسن التوقع ، وتألق حلمي مصطفى في صفوف الفريق الثاني للمصري حتى تم تصعيده إلى الفريق الأول خلال نهاية العشرينيات وهو لم يتجاوز الثمانية عشر عاماً.
انتقل حلمي مصطفى إلى صفوف الاتحاد السكندري عام 1930 ، ورغم تألقه في صفوف الاتحاد والاستقبال الطيب له من الجميع في قلعة الثغر ، فَضَـُل حلمي مصطفى العودة إلى صفوف المصري بصحبة عدد من زملاءه النجوم الذين كانوا قد تركوا المصري في وقت سابق أمثال زميله بالاتحاد السكندري محمود زين العابدين وكل من السيد فقوسة وعبد الرحمن فوزي واللذين كانا يلعبان في صفوف الترسانة والأهلي على الترتيب.
اسهمت عودة حلمي مصطفى بصحبة زملائه في استعادة المصري لعافيته سريعاً، لينجح المصري في تحقيق بطولة كأس السلطان حسين خلال موسمي 1933/1932 ، 1934/1933 ، ولفت حلمي مصطفى أنظار الجميع له خلال تلك الفترة الأمر الذي أدى لاختياره في صفوف منتخب مصر اعتباراً من منتصف الثلاثينيات ، حتى تم اختياره للمشاركة أساسياً مع منتخب مصر في أوليمبياد برلين عام 1936 ونجح حلمي مصطفى أن يلفت إليه الأنظار بشدة خلال تلك الفترة التي كان يعد خلالها أبرز نجوم المنتخب المصري.
وعقب العودة من الأوليمبياد واعتزال زميله بالمصري محمد حسن ، وانتقال زميله الآخر عبد الرحمن فوزي إلى صفوف المختلط ” الزمالك حالياً” ، قاد حلمي مصطفى المصري للفوز ببطولة كأس السلطان حسين موسم 1937/1936 والاحتفاظ بها مدى الحياة بعدما حقق الفوز على المختلط بهدفين لهدف ، كما قاد حلمي مصطفى المصري كذلك للاحتفاظ ببطولة منطقة القناة منذ انطلاقها عام 1932 وحتى اعتزاله رسمياً عام 1946 ، ناهيك عن مشاركته في فوز منتخب القنال ببطولة كأس الملك التي كان يتنافس فيها مناطق القُطر المصري وأبرزها القاهرة والاسكندرية وقناة السويس – لثلاثة مواسم 1935/1934 ، 1936/1935 ، 1938/1937 .
اعتزل حلمي مصطفى في عام 1946 وأنشأ أول مدرسة لتدريب الأشبال وكانت تضم 75 ناشئاً أصبح غالبيتهم فيما بعد القوام الأساسي لفريق المصري من منتصف الخمسينيات وحتى مطلع الستينيات ، ثم قاد نادي الاسماعيلي في أول مواسم الدوري المصري عام 1948 وحقق معه المركز الثالث بالبطولة ، انتقل بعدها لتدريب المصري بدءً من عام 1951 وقاد الفريق لنهائي كأس مصر في عامي 1954 و1957، ثم رحل للتدريب بالسعودية عام 1960 حتى عام 1963.
انتخب عضواً بمجلس إدارة المصري خلال الخمسينيات قبل أن يتقدم باستقالته عام 1960 بسبب بعض الخلافات مع أعضاء المجلس فضل على إثرها الابتعاد حفاظاً على المصلحة العامة.
استمر الراحل حلمي مصطفى متابعاً للأمور داخل النادي المصري عن كثب ، وكانت مجالس إدارات النادي المصري المتعاقبة تلجأ اليه دائماً لاستشارته في كافة الأمور الفنية والإدارية واستمر الأسطورة حلمي مصطفى في عطاءه الكبير للقلعة الخضراء حتى وافته المنية في التاسع من مايو عام 1992 عن عمر يناهز 81 عامًا.
