كانت مصر على موعد مع العدوان الثلاثي الذي بدأ في التاسع والعشرين من أكتوبر عام 1956 وانتهى هذا العدوان الغاشم بانتصار الإرادة المصرية بجلاء قوات العدوان في الثالث والعشرين من ديسمبر من العام نفسه ليكون هذا اليوم “عيد النصر” والعيد القومي لمحافظة بورسعيد التي كانت وأبنائها كما هو العهد دائما- خط الدفاع الأول عن الوطن.
لم يكتف أبناء بورسعيد بتسجيل البطولة في ميدان المعركة فقط وإنما أمتد الأمر لملاعب الكرة، حيث تزامن العدوان مع منتصف الموسم الكروي 1956-1957 والذي واصل المصري ولاعبوه بإصرار فريد مشاركتهم فيه رغم ما لحق بمدينتهم من دمار واسع بفعل العدوان ، وطال ملعب المصري- الذي تحولت أرضه وقتها لساحة مؤقته لدفن شهداء المعركة – خسائر كبيرة ، وظهرت عظمة وصلابة أبناء بورسعيد في رفع أثار العدوان فوراً عن ملعبهم الذي استضاف وبعد تسعة عشر يوماً فقط من نهاية العدوان مباراة الفريق أمام ضيفه نادي اتحاد السويس في رسالة حقيقية بقدرة أبناء الباسلة على تجاوز أية صعاب خلفها هذا العدوان الغادر ، وبفضل الروح القوية للاعبي المصري وجماهيره نجح الفريق في تحقيق المركز الخامس بالدوري بعد أندية (الأهلي والزمالك والإسماعيلي والأوليمبي)، كما نجح الفريق كذلك في الوصول إلى نهائي كأس مصر إلا أنه خسر المباراة النهائية أمام الزمالك بالقاهرة عام 1957 ، لم تنته القصة عند هذا الحد، إذ أدى العدوان وما خلفه من دمار إلى تدهور الوضع المالي للنادي بشدة، فضلاً عن رحيل عدد من نجوم الفريق الدوليين أمثال عبده سليم والسيد التابعي إلى أندية أخرى شأنهم في ذلك شأن هداف الفريق ونجم مصر الأول في ذلك الوقت “السيد الضظوي” الذي كان قد انتقل للأهلي مطلع موسم 1956-1957 لتتسبب هذه الأوضاع في هبوط المصري للمرة الوحيدة في تاريخه إلى الدرجة الثانية موسم 1957- 1958 ، حيث أستمر بها لموسمين دفع خلالهما المصري راضياً نصيبه هو الأخر من ضريبة الدفاع عن الوطن وتبعات التصدي للعدوان قبل أن يعود بقوة للدوري الممتاز موسم 1960 – 1961 ليحتفظ بموقعه كأكثر الأندية مشاركة بالدوري الممتاز بعد الأهلي والزمالك برصيد 58 مشاركة من أصل 60 بطولة مكتملة أقيمت منذ انطلاقه عام 1948.
يتبع ،
