كان أول ملعب للنادي المصري منذ تأسيسه هو ملعبه القديم والذي تشغله حالياً جمعية الشبان المسلمين ببورسعيد، وهو الملعب الذي أصبح بمرور الوقت لا يتسع لجماهير المصري العريضة خاصة مع تنامي شعبيته في بورسعيد بشكل كبير للغاية، وبالتالي ظهرت الحاجة للانتقال لملعب جديد يستضيف مباريات المصري فاَضطر المصري للعب مبارياته على ملعب نادي بورفؤاد الذي كان تابعًا آنذاك لشركة قناة السويس العالمية قبل تأميم الشركة، وكانت مباريات المصري على ملعب بورفؤاد تشكل عبئاً ثقيلاً على شركة قناة السويس العالمية نظراً للزحف الكبير من جماهير المصري لمشاهدة مباريات فريقها ببورفؤاد وما يشكله ذلك من ضغط على مرفق المعديات.
لذا تعددت مطالبات جماهير المصري ومجلس ادارته بضرورة إنشاء ستاد يليق بناديهم ويكون بمثابة البيت الكبير الذي يجمعهم، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء ستاد النادي المصري، والتي أصبحت ملحمة حقيقية تثبت للجميع مدى عشق وانتماء جماهير المصري لناديهم، وبالضغط الجماهيري من الجميع خصصت المحافظة قطعة أرض كبيرة تطل على البحر مباشرة، وبمجرد الإعلان عن تخصيص الأرض تبارت جماهير المصري للمساهمة في اكتتاب شعبي لجمع الأموال لبناء الاستاد رغم تخصيص الدولة جزء من ميزانيتها لتأسيسه، كما ساهم العديد من أعيان المدينة في التبرع لتمويل عملية إنشاء الاستاد وبعد أن نجحت الجهود الشعبية في تمويل عملية البناء أصبح الحلم حقيقيًا بأموال محبي وعشاق المصري وتم افتتاح استاد النادي المصري في احتفال كبير شارك فيه جماهير المصري يوم 16 أكتوبر عام 1955 بواسطة البكباشي/ حسين الشافعي نائبًا عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وبحضور رئيس النادي المصري آنذاك عبد الرحمن باشا لطفي وعدد من ضيوف القلعة الخضراء من القيادات السياسية والشعبية والتنفيذية وقد شملت قائمة كبار المتبرعين لبناء استاد النادي المصري الجهات والشخصيات التالية:
شركة قناة السويس (5000 جنيه)، عبد الرحمن باشا لطفي (2000 جنيه)، محمد حلمي المغربي (100 جنيه)، فهمي جودة (50 جنيهًا)، السيد فقوسة واخوته (50 جنيهًا)، محمد موسى (25 جنيه)، مصطفى الزامك (25 جنيه).
كان الاستاد شاهدا على العديد من الأحداث الهامة التي مرت ببورسعيد منذ انشاءه، فقد دُفن في ثراه شهداء العدوان الثلاثي على بورسعيد عام 1956 قبل أن يتم نقل رفاتهم عقب نهاية العدوان إلى مقابر الشهداء، كما كان شاهداً كذلك على الزيارات السنوية التي كان يقوم بها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لبورسعيد احتفالاً بذكرى الانتصار على العدوان الثلاثي، حيث كانت تقام الاحتفالات التي يشارك بها الألاف من طلاب مدارس بورسعيد وبحضور مهيب من مواطني بورسعيد الذين كانوا يحرصون على حضور تلك الاحتفالات، كما كان الاستاد شاهدا كذلك على عدوان 1967، وحرب الاستنزاف وحرب اكتوبر المجيدة وهي الحروب التي ألقت بظلالها على الاستاد، حيث تسببت في تدمير مدرجه البحري، ليتم إعادة بناءه فور العودة من التهجير ، لذا فإن ستاد المصري يُعد وبما لا يدع مجالا للشك رمزا تاريخيا في نفوس مشجعي المصري وعشاقه الذين تهوى أفئدتهم هذا المكان، فاستاد المصري ليس بالنسبة لعشاقه مجرد مدرجات أو رقعة خضراء بقدر ما هو ذكرى جميلة جمعت الأجداد بالأبناء والأحفاد داخل جدرانه المهيبة.
يُتبع
