تمر السنوات ما بين عامي 1934، 1937 وهي التي خسر المصري خلالها اثنين من أهم لاعبيه ؛ الأول هو الدولي محمد حسن أول لاعب من المصري ينضم لصفوف منتخب مصر والذي شارك في أوليمبياد أمستردام 1928 ، وكأس العالم بايطاليا عام 1934 ، حيث فضَل الاعتزال بعد أن قاد ناديه بنجاح لتحقيق العديد من الألقاب ، والثاني هو الدولي الاخر عبد الرحمن فوزي صاحب هدفي مصر في كأس العالم 1934 والذي انتقل لصفوف فريق المختلط “الزمالك” حاليا.
المصري لم يتأثر كثيرا بفقدان لاعبيه رغم أهميتهما وخبرتهما الكبيرة ، حيث دفع حسن الديب مدرب المصري آنذاك بالعديد من اللاعبين الشبان الذين ملأوا الملاعب حماساً ورغبة في اثبات الوجود أمام جماهيرهم الغفيرة التي تؤازرهم بقوة داخل وخارج الديار ورغم خسارة المصري للقب بطولة كأس السلطان حسين لعامي 1935 ، 1936 إلا أن الكل أصبح مقتنعاً بأن هناك شيئاً ما يلوح في الأفق لهذا الفريق الذي اصبح يمتلك لاعبين من أصحاب الخبرة كالدولي الأوليمبي حلمي مصطفى الذي شارك في أوليمبياد برلين 1936 وألماظ والحلبي ولاعبين من الشباب مثل الأخوين المناخلي والمقدم وحارس المرمى حمام واستطاع المصري بفضل هؤلاء النجوم استمرار السيطرة على بطولات منطقة القناة منذ انطلاقها عام 1932 رغم تواجد العديد من الأندية القوية في محافظات القناة كالاسماعيلي وهيسبيريا وفرتوس وشكرابيه وايبس وهي الفرق التي تكون منها منتخب القناة الذي استطاع حصد كأس الملك – التي كان يتنافس فيها مناطق القُطر المصري وأبرزها القاهرة والاسكندرية وقناة السويس – لثلاثة مواسم 1935/1934 ، 1936/1935 ، 1938/1937
وجاءت بطولة كأس السلطان حسين موسم 1938/1937 لتشهد مستوى متميز لفريق المصري في البطولة الذي استهل مشواره بالفوز على هيسبيريا اليوناني بهدفين لهدف ، قبل أن يفوز على فريق الجيش البريطاني بمنطقة القناة بالانسحاب ، ثم فاز المصري على فريق فرتوس الايطالي الذي كان يحرس مرماه الاسطورة موسكاتيلي بهدفين لهدف ، ليصعد المصري إلى الدور نصف النهائي وينجح في الاطاحة بفريق الاتحاد السكندري حامل لقب البطولة عام 1935 بعدما فاز عليه بثلاثية نظيفة ليصعد المصري إلى نهائي البطولة ويلاقي فريق المختلط في مباراة صعبة للغاية ولكن ما أسباب صعوبة المباراة ؟؟
كان طموح الجميع داخل بورسعيد هو احراز لقب تلك البطولة للمرة الثالثة حتى يحتفظ المصري بهذا الكأس للأبد ، بعدما نجح في حصد اللقب في مناسبتين سابقتين.
كانت تلك البطولة تحديداً غائبة عن نادي المختلط لمدة خمسة عشر عاماً وبالتحديد منذ عام 1922 ، كذلك لم يحرز المختلط كذلك بطولة كأس مصر إلا ثلاث مرات فقط منذ انطلاقها موسم 1922/1921 ، لذا فالحصول على هذا اللقب للمختلط على قدر كبير من الأهمية.
صعوبة أخرى هي قوة فريق المختلط الذي يذخر بعدد كبير من النجوم يتقدمهم عبد الرحمن فوزي وزملاءه في كأس العالم 1934 علي كاف ومصطفى كامل طه بالاضافة إلى نجومه الشباب ويتقدمهم الحارس الاخطبوط يحيى امام.
واخر الصعوبات هي الحساسية الشديدة التي يشعر بها جمهور المصري تجاه نجمهم السابق الهداف القدير عبد الرحمن فوزي والذي انتقل للمختلط قبل نحو عامين في صدمة قاسية لجمهور المدينة الصغيرة الذي كان يرى في عبد الرحمن فوزي فارسهم المغوار الذي يقتحم دفاعات المنافسين ، لذا جاءت المباراة على قدر كبير من الأهمية.
وكالعادة أتمت محافظة بورسعيد استعداداتها لاقامة المباراة التي استضافها ستاد بورفؤاد والذي كان في هذا الوقت احد اكبر استادات القُطر المصري ، حيث يتسع لنحو سبعة ألاف مشجع ، ولحساسية المباراة تم اسناد المباراة إلى الحكم الانجليزي لامب وكان يعمل ضابط صف بمعسكرات الجيش البريطاني انذاك.
ولأنهم على العهد دوماً ، لم تتخلف جماهير المصري عن مؤازرة فريقها فزحفت بالألاف صبيحة يوم الأحد الموافق الثالث والعشرين من مايو 1937 ، وما كادت المباراة أن تبدأ إلا وتلقت شباك المصري هدفاً في الدقيقة الثامنة عن طريق حليم لاعب المختلط الذي ترجم بنجاح ركلة الجزاء المحتسبة لفريقه ، ليضغط أبناء بورسعيد بفضل حماس جمهورهم وزئيرهم الدائم وينجح حسن ألماظ في ادراك هدف التعادل للمصري في الدقيقة الثالثة والأربعين من الشوط الأول ، وفي الشوط الثاني ينجح المناخلي في اضافة الهدف الثاني للمصري في الدقيقة الثمانين ، ليشتعل الملعب فرحاً ، ويحمل الجميع كأس البطولة في مسيرة مهيبة طافت شوارع ضاحية بورفؤاد الهادئة قبل التوجه إلى بورسعيد التي تزينت شوارعها بالكامل احتفالاً بهذا الانجاز الذي تحقق بفضل كتيبة من النجوم ومن بينهم سعد المناخلي ، محمود غندر ، محمد المناخلي ، اللاعب الدولي حلمي مصطفى ، حمام “حارس المرمى” ، إبراهيم بكير ، حسن الشامي ، محمد تعلب ، محمد راشد ، حسن ألماظ ، عبد العزيز المقدم.
يتبع
