تمر اليوم الذكرى التاسعة عشر لرحيل أحد أساطير كرة القدم في النادي المصري انه الحارس الايطالي الاسطوري ايتوري موسكاتيلي ، والذي وُلد في بورسعيد في الثاني عشر من أبريل عام 1916 ورحل عن عالمنا في الثالث عشر من نوفمبر من العام 2000 وخلال السطور التالية نعرض لأهم المحطات في حياة هذا النجم الأسطوري.
منذ صغره عشق موسكاتيلي كرة القدم واستهوته كثيراً خاصةً أنه يمتلك سمات الشاب الرياضي البارع ، فانضم لصفوف نادي فرتوس والذي كان رمزاً للجالية الايطالية في بورسعيد من خلال تنافسه مع عدد من الأندية الاجنبية ببورسعيد ومنها أندية اشكرابيه , هيسبيريا , ايبس وكذلك الأندية المصرية مثل المصري والبوليس ، وخلال تلك الفترة استطاع موسكاتيلي أن يلفت إليه الأنظار بطوله الفارع و مهارته الفائقة في حراسة المرمى وطريقة لعبه الاستعراضية التي جذبت إليه الأنظار .
ومع مجيء العام 1939 تنطلق الحرب العالمية الثانية والتي كانت خلالها ايطاليا إحدى دول المحور التي كانت تحارب ضد الحلفاء ومن بينهم بريطانيا التي كانت تحتل مصر آنذاك , وفي إجراء احترازي قامت السلطات البريطانية في مصر بالقبض على عدد كبير من أبناء الجالية الايطالية في مصر ومن بينهم موسكاتيلي والذي تم اعتقاله لما يقرب من خمس سنوات بإحدى معسكرات الجيش الانجليزي بمدينة فايد المطلة على قناة السويس , وخلال تلك السنوات كان موسكاتيلي حريصاً على ممارسة الرياضة ولعب كرة القدم وكانت المباريات المستمرة بين الجنود البريطانيين والمعتقلين الايطاليين من أقران موسكاتيلي أشبه كثيراً بمباريات كرة القدم التي أوردتها عدد كبير من الأفلام السينمائية الاجنبية التي تحدثت عن معسكرات الاعتقال سواء النازية منها أو البريطانية .
وما أن وضعت الحرب أوزارها عام 1945 , تم الإفراج عن موسكاتيلي فوراً ليعود إلى بورسعيد وينضم الى النادي المصري مسبوقاً بشهرة كبيرة اكتسبها من حراسته لفريق فرتوس قبل أعوام , ليجد المصري ضالته في هذا الوحش الايطالي الذي استطاع أن يخطف القلوب والأبصار فطريقته الاستعراضية تروق لأبناء بورسعيد المحبين لمتعة كرة القدم , وبراعته في التصدي لكرات المنافسين دفعت المصري لاحتكار بطولة منطقة القناة رغم المنافسة الشديدة من أندية بورسعيد والإسماعيلية والسويس , ليس هذا فحسب بل ساهم موسكاتيلي مع زملاءه في الوصول لنهائي كأس مصر عام 1945 بعد التغلب على أندية الترسانة بالدور التمهيدي , ثم السكة الحديد بنتيجة خمسة أهداف مقابل ثلاثة , قبل أن يقهر المصري فريق (فاروق) الزمالك الحالي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف ليصل المصري إلى المباراة النهائية أمام الأهلي والتي أقيمت في السابع والعشرين من أبريل عام 1945 ورغم تقدم المصري بهدفي محمد جودة ومحمود العدني الا انه يخسر المباراة بثلاثة أهداف مقابل هدفين , ليخسر المصري لقباً كان قاب قوسين منه أو أدنى .
ويستمر تألق موسكاتيلي ويسهم مع رفاقه في الوصول أيضاً لنهائي كأس مصر عام 1947 بعد تخطي ايبس في الدور التمهيدي بأربعة أهداف لهدف , قبل أن يحقق فوزاً تاريخياً على شقيقه الأسماعيلي بستة أهداف مقابل هدف في ربع النهائي , ثم تخطى فريق الاتحاد السكندري بالفوز عليه بهدف للا شئ قبل أن يخسر مرة أخرى أمام الأهلي في النهائي بهدفين لهدف حيث أحرز الدولي حمدين الزامك هدف المصري الوحيد فيما أحرز فؤاد صدقي هدفي الأهلي .
ولشغف موسكاتيلي الشديد بالنادي المصري وعندما شعر أنه قارب على الاعتزال , بدأ موسكاتيلي في اعداد ابن خالته الصغير ألدو ستيلا كي يخلفه في حراسة عرين القلعة الخضراء وأعطى له موسكاتيلي كل خبراته في كرة القدم لينكشف الستار عن موهبة كروية عملاقة استطاعت حراسة عرين المصري لعشر سنوات على الأقل قبل أن يصنع مجداً أخر مع نادي الزمالك الذي انتقل إليه نهاية الخمسينيات.
مع العدوان الثلاثي على بورسعيد استغل موسكاتيلي عمله آنذاك كمصور فوتوغرافي وظل يجوب شوارع بورسعيد لتوثيق جرائم العدوان مستغلاً في ذلك هيئته الأجنبية ، وعقب نهاية العدوان كرمته الحكومة المصرية على شجاعته ودوره الكبير في توثيق جرائم العدوان.
في منتصف الستينيات قرر موسكاتيلي الهجرة الى موطنه الأصلي وظل رغم ذلك حريصاً على زيارة معشوقته بورسعيد بشكل شبه دوري حتى وافته المنية في الثالث عشر من نوفمبر عام 2000.
