في ذكراه الثامنة نقدم ومن خلال السطور التالية أهم المحطات في حاية نجمنا التاريخي الكابتن مسعد نور والذي نُحيي اليوم ذكراه الثامنة.
وُلِد مسعد نور في الرابع والعشرين من أبريل من العام 1951 ، توفى والده وعمره عامين فنشأ في كنف جده لوالدته.
بدأ في مداعبة كرة القدم بشوارع وحدائق ضاحية بورفؤاد الهادئة بصحبة أخيه الأكبر الراحل سعد نور نجم النادي المصري أيضاً والذي لعب لصفوف القلعة الخضراء مطلع السبعينيات.
انضم مسعد نور لناشئي نادي بورفؤاد ومن المثير للدهشة أنه بدأ حياته حارساً للمرمى ، إلى أن قام في إحدى التدريبات بمراوغة زملاءه جميعاً واحراز هدف في مرمى الفريق الأخر ، فقرر مدربه آنذاك الراحل جابر موسى (أبو الناشئين) أن يوظفه في مركز المهاجم وأهداه الرقم 10 مطالباً منه ألا يخلع هذا الرقم أبداً.
كان عدوان يونيو 1967 نقطة تحول في حياة مسعد نور ، حيث هاجرت أسرته إلى مدينة المنصورة فالتحق بصفوف مدرسة المنصورة الثانوية الصناعية ، وفي احدى مباريات دوري المدارس شاهده الراحل نور الدالي – رئيس نادي الزمالك فيما بعد – فضمه لصفوف نادي الزمالك.
انضم مسعد نور الى صفوف نادي الزمالك مطلع السبعينيات وكان فريقه يضم عدد من النجوم أمثال فاروق جعفر وعلي خليل ومحمود الخواجه.
مع عودة النشاط الكروي لمصر بعد عدوان 1967 ، وبدء عودة فريق المصري للتجمع مرة أخرى بمدينة رأس البر ، نجح الراحل العظيم محمد لهيطة في ابراز صفقة تبادلية مع الزمالك ينتقل بمقتضاها أشرف أبو النور حارس المصري للزمالك نظير انتقال مسعد نور للمصري.
بدأ مسعد نور اللعب في صفوف المصري اعتباراً من الموسم الكروي 1973/1972 ، ونجح مسعد نور أن يحرز هدف التعادل للمصري في شباك فريق الزمالك في المباراة التي جرت بينهما في الرابع والعشرين من فبراير 1973 والطريف أن الهدف جاء في شباك أشرف أبو النور حارس المصري المنتقل للزمالك ، ليكون هذا الهدف بوابة العبور له لقلوب محبيه داخل وخارج بورسعيد.
واصل مسعد نور بصحبة زملائه من جيل التهجير العظيم وبكل بسالة الدفاع عن اسم ناديهم خلال سنوات التهجير العصيبة ، ورغم المشاق والظروف الصعبة حافظ هذا الجيل على راية ناديهم خفاقة كرمز لبورسعيد الباسلة.
شكل مسعد نور ثلاثياً خطيراً للغاية مع زميليه الراحل محمد عبود “السنجأ” وسمير التفاهني ، واعتبر البعض أن خط هجوم المصري الذي يضم هذا الثلاثي هو الأخطر بين مهاجمي الأندية المصرية.
بعد عودة المهجرين الى مدنهم مرة أخرى عقب نصر أكتوبر المجيد … واصل مسعد نور التألق وفيادة فريقه نحو تحقيق الانتصارات الواحد تلو الآخر لتلتف جماهير المصري حول فريقها ويستأثر مسعد نور بكم كبير من الحب من جماهير المصري العظيمة.
وتطلق جماهير المصري على نجمها مسعد نور لقب “الكاستن” – نوع من أنواع المكسرات معروف لدى البعض بإسم “أبو فروة”.، فينتشر هذا اللقب انتشار النار في الهشيم في بورسعيد ، ويصبح كل من يحمل الإسم “مسعد” هو الكاستن نسبة الى كاستن بورسعيد مسعد نور.
وكان لزاماً على مسئولي المنتخب المصري أن يختاروا مسعد نور لصفوف منتخب مصر خلال منتصف السبعينيات ةتحديداً خلال خوض المنتخب لتصفيات بطولة الأمم الأفريقية بأثيوبيا عام 1976.
وينجح مسعد نور في قيادة المنتخب المصري للتأهل لنهائيات البطولة بفضل أهدافه في منتخب تنزانيا ذهاباً واياباً ، فتخرج مانشيتات الصحف تقول “فريقنا مسعد” ، ويطلق عليه الناقد الرياضي العظيم نجيب المستكاوي “مسعد نور السلام” نسبة الى دار السلام العاصمة التنزانية.
يستمر تألق مسعد نور في صفوف المصري والمنتخب الوطني طوال فترة السبعينيات فيشارك في تصفيات دورة الألعاب الأوليمبية “مونتريال 1976” ، تصفيات بطولة الأمم الأفريقية بأثيوبيا عام 1976 ، دورة الصداقة بإيران عام 1975 ، دورة ألعاب البحر المتوسط بالجزائر عام 1975 ، كأس الصداقة بالسعودية 1975 ، تصفيات كأس العالم بالأرجنتين 1978 ، تصفيات دورة الألعاب الأفريقية بالجزائر 1978 ، دورة ألعاب البحر المتوسط سبليت “يوغسلافيا” السابقة 1979 ، تصفيات دورة الألعاب الأوليمبية “موسكو 1980″ ، بطولة الأمم الأفريقية بنيجيريا 1980 ، تصفيات كأس العالم بأسبانيا 1982”
شارك مسعد نور في ما يقرب من 25 مباراة دولية سجل خلالهم خمس أهداف دولية.
نجح مسعد نور في قيادة النادي المصري لتحقيق المركز الثالث بالدوري العام لموسمين متتاليين 1980/1979 ، 1981/1980 وذلك بعد تعاقد النادي المصري برئاسة الراحل العظيم السيد متولي مع الأسطورة بوشكاش لتدريب الفريق.
كان لمسعد نور دوراً بارزاً في التعاقد مع عدد كبير من نجوم الأندية المصرية للانضمام للمصري خلال السنوات الأولى لرئاسة الأستاذ السيد متولي للنادي المصري ، حيث نجح مسعد نور في اقناع هؤلاء النجوم بالانضمام للمصري.
شكل مسعد نور مع زملاءه مسعد السقا ومن بعده جمال جودة واينو خط هجوم ناري أرهق دفاعات جميع الأندية وكانت أهداف مسعد نور حاضرة دائماً في شباك جميع المنافسين.
قاد مسعد نور فريقه للمنافسة على لقب الدوري العام موسم 1982/1981 واستمر المصري في المنافسة حتى المحطات الأخيرة من المسابقة ولولا الأحداث التي أحاطت بمباراة الزمالك الشهيرة لكان المصري قريباً جداً من حصد هذا اللقب.
قاد مسعد نور فريقه للمنافسة على لقب بطولة كأس مصر لموسمين متتاليين 1983/1982 ، 1984/1983 ، حيث وصل المصري للمباراة النهائية ولكنه خسر أمام الأهلي في المناسبتين.
بعد نهاية موسم 1985/1984 قرر مسعد نور الاعتزال ، فأقيم له مهرجان اعتزال تاريخي في فبراير من العام 1986 وهو المهرجان الذي شارك به جمع غفير من نجوم الأندية المصرية بمختلف انتماءاتها.
عمل مسعد نور مدرباً للمصري لسنوات وسنوات ، وعمل كذلك مديراً للكرة لفترات عديدة ، كما عمل مستشاراً فنياً لمجلس ادارة النادي المصري في عديد من المناسبات.
في فجر الثالث والعشرين من أبريل من العام 2011 فُجعت بورسعيد برحيل ابن بار من ابنائها وهو الكاستن مسعد نور بعد صراع من المرض ، ليتم تشييع جنازته والصلاة عليه داخل ستاد المصري وتخرج بورسعيد عن بكرة أبيها تودع معشوقها ورمزها التاريخي النجم مسعد نور والذي توفى عن عمر يناهز ستين عاماً.